قادة الامارات ومصر والاردن وصفوا طهران بالشر.. واشارة لممرضة القذافي الشهوانية ويكيليكس: العاهل السعودي الح على واشنطن لضرب ايران كرزاي يدفعه جنون العظمة.. وبوتين الكلب الفا.. وميركل ليست مبدعة
تسربت 250 الف رسالة دبلوماسية امريكية امس الأحد معظمها وثائق سرية افادت احداها ان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز دعا الولاياتالمتحدة الى مهاجمة ايران لوقف برنامجها النووي كما تضمنت آراء سلبية عن حلفاء رئيسيين لواشنطن، وجاءت في احداها عبارة تهكمية عن رئيس الوزراء الروسي فيلاديمير بوتين تصفه ب الكلب ألفا. ومن المتوقع ان تؤدي الثورة الثالثة لويكيليكس بعد وثائق افغانستان والعراق ان تضع الادارة في موضع صعب لانها ستكشف عن الوجه الاخر للادارة وما قالته عن زعماء الدول خاصة انها ستوضح موقف السفراء الذين عادة ما تحفظ رسائلهم الدبلوماسية في الارشيف القومي لمدة خمسين عاما قبل ان يكشف عنها للباحثين، ومن اهم ما كشف عنه حتى الان هو الدور السعودي والالحاح من قبل قادة الدولة على واشنطن لضرب ايران التي باتت القوة الاقليمية وتهدد مصالح الرياض في المنطقة.
وتكشف البرقيات الحاح الملك عبدالله المتواصل على امريكا لضرب ايران وانهاء البرنامج النووي الايراني وتكشف برقية ان الملك طلب من الامريكيين قطع رأس الحية وهي ايران وذلك نقلا عن عادل الجبير، سفير الرياض في واشنطن وذلك حسب تقرير عن لقاء مع الجنرال ديفيد بترايوس في نيسان (ابريل) 2008. وحذر الملك عبدالله من انه في حال نجاح المشروع الايراني فكل واحد يريد ان يمتلك سلاحا في المنطقة. وتشير البرقيات الى ان اسرائيل ترغب بالابقاء على هيمنتها النووية على المنطقة وانها عبرت عن استعداد لتوجيه ضربة بنفسها دون اخذ اذن امريكي. وتشير البرقيات الى ان مسؤولين في الاردن والبحرين تحدثوا بصراحة عن ضرورة ضرب ايران باي طريقة حتى عبر القوة. واشار مسؤولون اماراتيون ومصريون الى ايران على انها الشر وتمثل تهديدا وجوديا عليهم، وانها القوة التي تجرنا للحرب. وحذر مسؤولو هذه الدول روبرت غيتس، وزير الدفاع الامريكي انه في حالة فشل الجهود الدبلوماسية لوقف ايران فالمنطقة ستشهد انتشارا للاسلحة النووية في المنطقة.
ولاحظت احدى البرقيات ان المسؤولين في السعودية من البيروقراط انهم معتدلون في مواقفهم من ايران وتختلف اراؤهم عن كبار المسؤولين. ويقول مسؤول امريكي انه في نقاش مع الملك حمد بن خليفة، طلب العاهل البحريني اتخاذ القوة لوقف المشروع الايراني ولو بالقوة العسكرية. وقال زيد الرفاعي، من مجلس الاعيان الاردني ان الخطر من المشروع الايراني اكبر من الخطر الذي سينتج عن منعه. وفي نقاش مع رئيس دولة الامارات حبذ الشيخ خليفة بن زايد الخيار العسكري في الحال بدلا من تأجيله، وقال الشيخ ان هذا الرجل (الرئيس الايراني احمدي نجاد) يريد جرنا للحرب، وشخصيا لا اتحمل هذا الخطر مع شخص كهذا، فهو شاب وعدواني.
وتكشف البرقيات صورة عن الصراحة التي استخدمها مسؤولون لوصف ايران ورئيسها مثل قول الملك عبدالله لمسؤول انه لا يمكن الوثوق بهم وان ايران دائما تثير المشاكل حسب قول الرئيس المصري، حسني مبارك، لنائب امريكي. فيما كشفت برقية قول وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم يكذبون علينا ونكذب عليهم. والى جانب الحرص العربي على ضرب ايران تظهر الحرص الاسرائيلي كذلك فقد قال الجنرال عاموس يالدين، مسؤول الاستخبارات العسكرية ان اسرائيل ليست للتعامل بليونة مع التهديد الايراني.
وبدأت في الحال وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون حملة لتخفيف حجم الضرر خاصة ان وزارتها نفذت تعليمات الادارة وامرت الدبلوماسيين الامريكيين بالتنصت على العدو والصديق ولم تفلت الاممالمتحدة من تحرشات الدبلوماسية الامريكية، حيث طلبت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون من دبلوماسييها التجسس على كبار مسؤولي الاممالمتحدة بما في ذلك امينها العام بان كيمون. وتحمل معظم البرقيات التي كشف عنها عبارة سري ومنها تلك التي تكشف عن تحول في طبيعة العلاقات بين امريكا والصين وكوريا الشمالية ومخاوف الادارة على استقرار باكستان خاصة انها تملك اسلحة نووية. فيما تحدثت وثائق عن وجود علاقة بين الحكومة الروسية والجريمة المنظمة.
وانتقدت برقيات السفارة الامريكية في لندن بشكل حاد، العملية العسكرية البريطانية في افغانستان. ولم تفلت العائلة الحاكمة البريطانية من شر البرقيات حيث تطرقت الى تصرفات غير مناسبة من جانب اعضائها. وسيؤدي الكشف عن موقف قادة الدول العربية من ايران الى زيادة حجم التوتر في المنطقة خاصة ان موقفهم لم يكن مختلفا عن الموقف الاسرائيلي. وفي لندن ستقرأها الحكومة البريطانية بعين مختلفة. وتتراوح البرقيات بين توجيه نقد حاد لسياسات رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون ومطالب من المؤسسات الامنية بتوفير معلومات خاصة عن نواب في البرلمان البريطاني. ومع النقد الحاد الذي تحمله البرقيات لقادة دول اجنبية وفسادهم فهي تحتوي على نقد المسؤولين الامريكيين في السفارات حول سياسات الادارة.
مرافقة القذافي الشهوانية
وتغطي البرقيات مواقف مسؤولين في سفارات دول كبيرة وكذا ممثليها في جزر صغيرة في البحر الكاريبي. وتحمل البرقيات اشارات الى الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين بالكلب الفا فيما وصف حامد كرزاي بالرجل المصاب بالبارانويا واحمدي نجاد وصف بهتلر. وتسمي البرقيات الدول الراعية لجماعات ارهابية. وصورة شخصية عن الزعيم الليبي معمر القذافي الذي تقول برقية ان ممرضة اوكرانية مثيرة للشهوة ترافقه اينما حل وارتحل. وتبين في التقييمات السرية من جانب دبلوماسيين أمريكيين على سبيل المثال أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي شخصية ضعيفة .. ويدفعه جنون العظمة ونظريات المؤامرة. كما جاء فيها أيضا أن تقييمات رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، تنزع إلى الشك فيه، فيما يتم التحدث عن القيادة الكينية بازدراء. وجاء في إحدى الوثائق أن الخارجية الأمريكية في واشنطن طالبت السفارة الأمريكية في روما بالتحقق من شائعات حول أن رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني تجمعه تعاملات في مجال الممتلكات الخاصة مع بوتين. ووصف الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف بأنه ضعيف ومتردد. وفي معرض تقييم المستشارة الألمانية، آنجيلا ميركل، وصفها دبلوماسي بأنها تتفادى الخطر، وليس مبدعة كثيرا. ويعتقد ان برقيات السفارات تم تحميلها بداية هذا العام من قبل جندي امريكي ومررها لموقع ويكيليكس مشكلا اكبر ارشيف الكتروني في التاريخ عن الدبلوماسية الامريكية في الخارج. وكما حدث في الحالات السابقة فقد تم نشر البرقيات في عدد من صحف العالم نيويورك تايمز ولوموند والبايس الاسبانية ودير شبيغل الالمانية.
وتظهر الوثائق ان الخارجية الامريكية تستخدم السفارات كجزء من شبكة التجسس العالمية التي تديرها. فقد اصدرت وزيرة الخارجية كلينتون وسلفتها كوندوليزا رايس لسفراء امريكا طلبا لجمع معلومات عن المواقع العسكرية والاسلحة والعربات والشخصيات السياسية، واخذ بصماتهم وصور لقرنيات عيونهم.