قال الوزير الأول الفرنسي الأسبق دومينيك دوفيلبان، إن المغرب يعد أرضية بالنسبة للمقاولات الصينية للولوج إلى أسواق القارة الإفريقية بالنظر للدور الريادي الذي تضطلع به المملكة في العلاقات الصينية الإفريقية. وأضاف في كلمة خلال جلسة عامة حول موضوع "إفريقيا والصين .. النموذج الجديد" في إطار أشغال الدورة الأولى للقمة الصينية الإفريقية للمقاولين بمراكش، المنظمة على مدى يومين (26-27 نونبر الجاري)، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن ما يؤهل المغرب للعب هذا الدور كونه بلد استقرار يشهد نموا مضطردا بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك واستطاع تطوير قدرته على مواكبة الدول الإفريقية خلال السنوات الأخيرة.
وأبرز دوفيلبان أن المستثمرين الصينيين يولون اهتماما كبيرا بالاستثمار المباشر في قطاعات المعادن والمواد الأولية والغاز والطاقات بشكل عام، غير أنه يتعين عليهم اليوم الأخذ بعين الاعتبار الحاجيات الجديدة للأفارقة في مجال الخدمات والاتصالات والأبناك والكهرباء والبنية التحتية مع الاحترام التام لسيادة الدول.
وشدد على ضرورة استخلاص الدروس والعبر من الفشل الذي اعترى العلاقات بين الصين ودول القارة الإفريقية خلال السنوات الماضية من أجل إرساء تعاون يقوم على أساس قاعدة رابح -رابح.
كما أشار إلى أن القارة السمراء تشهد تطورا مهما وهو ما يعكسه النمو المضطرد الذي تحققه العديد من دول القارة من بينها المغرب والكوت ديفوار واثيوبيا، مؤكدا على أن يتم استثمار هذا النمو من أجل النهوض وتطوير البنيات التحتية بالقارة ووضع مشاريع كبرى تعود بالنفع على الساكنة.
وتعد هذه القمة، التي تتميز بحضور أزيد من 400 مشارك رفيع المستوى، وكبار رجال الأعمال الصينيين والأفارقة، أرضية للمناقشة والتبادل واللقاءات لبناء نموذج جديد للشراكة الاقتصادية بين الصين وإفريقيا.
وتتمحور هذه التظاهرة حول مواضيع استراتيجية واقتصادية وقطاعية موجهة نحو تطوير شراكات تحدث المزيد من القيمة المضافة للجميع.
كما تشكل مناسبة لتبادل الآراء حول مواضيع مشتركة اقتصادية واستراتيجية، خاصة تعزيز الشراكات بين القطاعات الخاصة، وبيئة الأعمال في إفريقيا، والشروط الأساسية لشراكة مربحة ومنصفة، ووقع مبادرة "حزام واحد طريق واحد" على التجارة بين الصين وإفريقيا، والصناعة التحويلية، والصناعات الغذائية والبنيات التحتية والسياحة والعقار والطاقات المتجددة.
ومن خلال جمع ثلة من قادة كبريات المقاولات الإفريقية والصينية، يعد المنتدى أرضية مميزة للقاء والتبادل لتشجيع الشراكات والاستثمارات بين الصين وإفريقيا وبين الصين والمغرب، البلد المضيف للمنتدى الذي أضحى يتموقع الآن كمركز جذاب للاستثمار في مختلف القطاعات.
وبالإضافة إلى العديد من الجلسات المبرمجة، سيعرض المقاولون الأفارقة الحاضرون فرصا ملموسة للاستثمار في بلدانهم. وستعرض المملكة المغربية في إطار جلسة عامة الفرص الرئيسية التي تخولها في قطاعات الفلاحة/الصناعة الغذائية، والصناعة، والطاقة.