محققون مغاربة استعانوا بأشرطة فيديو للحادث التقطت من طرف مواطنين بجامع لفنا أجرت المصالح الأمنية والأجهزة الموازية لها عمليات افتحاص دقيقة لآلاف المكالمات الهاتفية التي أجريت دقائق قليلة قبل وقوع التفجير الإرهابي الذي هز مطعم «أركانة» بساحة جامع لفنا بمراكش، يوم الخميس الماضي، وكذلك المكالمات التي أجريت عقبه. ووفق معلومات حصلت عليها «الصباح»، فإن الأجهزة الأمنية، بتنسيق مع المصالح المختصة في التقاط المكالمات الهاتفية، لجأت إلى هذه الطريقة في محاولة لتحديد أحد خيوط السيناريو الذي اعتمد في تفجير مطعم «أركانة»، وبالتالي الوصول إلى المنفذ أو الجهة التي دبرت العملية الإرهابية. ولم يكشف عن نتائج افتحاص المكالمات الهاتفية، وما إذا كانت العملية مكنت المحققين من الوصول إلى نتيجة أو التقاط مكالمة هاتفية يمكن أن تميط اللثام عن خبايا الحادث، وبالتالي يمكن لفريق الأبحاث الإمساك بأول خيط يقود إلى تحديد الجهة المسؤولة عن تنفيذ التفجير. ولم يؤكد أو ينف مصدر مسؤول ما إذا كانت الأجهزة الأمنية لجأت إلى طريقة افتحاص المكالمات الهاتفية، موضحا أن الأبحاث ما زالت متواصلة تحت إشراف الوكيل العام باستئنافية مراكش، وفي إطار قانوني، وأنه، إلى حد الآن، هناك عدة فرضيات، وأن تنظيما إرهابيا معروفا على الصعيد الدولي، والمقصود القاعدة، هو الوحيد الذي بإمكانه تنفيذ هذه العملية بهذه الطريقة. ومن المرجح أن تكون طريقة «التفجير عن بعد» بالاعتماد على تقنية التفجير المتحكم فيه عبر الهاتف المحمول، فرضت على المحققين اللجوء إلى عملية افتحاص مجموعة من المكالمات الهاتفية، رغم أن الشريحة التي كانت في العبوة الناسفة دمرت نهائيا، ولم ينجح المحققون في تحديد «هويتها»، والتي من المرجح أنها من الشرائح الهاتفية المجهولة. ويجري محققون من الشرطة العلمية الفرنسية، تحت إشراف قاضي تحقيق فرنسي، وبتنسيق مع الأجهزة الأمنية المغربية والنيابة العامة باستئنافية مراكش، أبحاثا متعددة المسارات سعيا إلى الإمساك بالخيط الذي يمكن أن يقود إلى تحديد الجهة المسؤولة عن الحادث الإرهابي. وعلمت «الصباح» أن محققين من الشرطة العلمية الإسبانية انضموا إلى البحث الجاري حول حادث «أركانة» بحكم الخبرة التي اكتسبوها من التحقيقات في تفجير مدريد الذي استخدمت فيه الطريقة نفسها، وهي التفجير عن بعد باستخدام الهواتف المحمولة. يذكر أن طريقة افتحاص المكالمات الهاتفية اعتمدت في تفجير مدريد، وهو ما مكن المحققين الإسبان من الوصول إلى نتيجة قادتهم إلى تحديد هوية منفذي عملية 11 مارس 2004. في السياق نفسه، باشر محققون من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي الأبحاث، بتنسيق مع الأجهزة الأمنية المغربية، لتحديد صلة القاعدة بالتفجير، وانضم إليهم محققون من الشرطة العلمية البريطانية، الذين لهم كذلك خبرة البحث في عمليات التفجير عن بعد. واستعان محققون مغاربة بأشرطة فيديو التقطت للحادث الإرهابي من طرف تجار و«حلايقية» ومواطنين بساحة جامع لفنا بواسطة هواتفهم المحمولة.