أبرزت صحيفة ( الوفاق ) السودانية الخطوط العريضة لمضامين الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة حلول الذكرى ال 15 لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين ، واصفة إياه ب "الخطاب التاريخي والنوعي بكل المقاييس". ولاحظت الصحيفة في مقال للكاتب الصحفي أبو عبيدة البقاري، أوردته في عددها لنهار اليوم الثلاثاء أن جلالة الملك جدد في هذا الخطاب، "الذي تميز بالجرأة والموضوعية في التقييم وبالصراحة في التشخيص والدقة في طرح الحلول والبدائل"، التزام جلالته بنهج سياسة متناسقة ومتكاملة تجاه إفريقيا والأفارقة، ترتكز على الاستثمار المشترك للثروات، والنهوض بالتنمية البشرية، وتعزيز التعاون الاقتصادي، مشددا على أن إفريقيا القادرة على تحقيق نهضتها، مطالبة بأن تضع ثقتها في إفريقيا وهو الشيء الذي جسدته الزيارات التي قام بها جلالته لعدد من الدول الإفريقية ، وكذا حجم ونوعية الاتفاقيات التي تم توقيعها ، والتي تؤسس لنموذج متميز من الشراكة جنوب- جنوب.
وأمام تزايد التهديدات الأمنية، وخاصة بمنطقة الساحل والصحراء، جدد جلالة الملك، يضيف صاحب المقال، دعوته بضرورة التصدي الجماعي للتنظيمات الإرهابية التي تجد في عصابات الانفصال والاتجار في البشر والسلاح والمخدرات، حليفا لها، لتداخل مصالحها، والتي تشكل أكبر تهديد للأمن الإقليمي والدولي.
وأكدت الصحيفة أن صاحب الجلالة جدد بالمناسبة تشبث المغرب ببناء اتحاد مغاربي قوي ، ودعا إلى تجاوز منطق القطيعة والخلافات بين مكوناته ، مبرزا أن كل المبادرات المغربية الجادة الرامية إلى إعادة فتح الحدود المغربية الجزائرية المغلقة منذ سنوات، تقابل بتعنت ورفض ممنهج، يسير ضد منطق التاريخ والشرعية، ويتنافى مع حقوق شعوب الدول المغاربية في التواصل الإنساني والانفتاح الاقتصادي.
وأشارت إلى أن خطاب العرش ركز من جهة أخرى على النموذج المغربي في تدبير الشأن الديني الذي أفرزته الإصلاحات العميقة التي اعتمدها جلالة الملك خلال ال 15 سنة الأخيرة ، من أجل تأهيل وتأطير المجال الديني القائم على تحصين المواطن والمجتمع من نزوعات التطرف والانغلاق والجهل، وعلى توفير تكوين علمي وديني متنور، متشبع بقيم الوسطية والاعتدال مبرزة حرص جلالته على وضع التجربة المغربية في مجال تدبير الشأن الديني ، والتي حظيت بالتقدير والاهتمام على المستوى القاري والدولي، رهن إشارة الدول الشقيقة التي تتقاسم مع المغرب التشبث بنفس المبادئ والقيم الروحية.
وجاء خطاب العرش لهذه السنة، تضيف الصحيفة ، أيضا مركزا على السياسات العمومية ، بحيث لا يقف عند استعراض مكوناتها بل يقوم على تقييمها والوقوف على ايجابياتها وسلبياتها بالشكل الذي سيمكن من تجاوز كل الاختلالات وبالتالي النهوض بأوضاع المواطنين وتحسين مستوى معيشتهم وجعل المغرب منطقة جذب اقتصادي اعتمادا على رأسماله البشري والمادي وأيضا اعتمادا على رأسماله غير المادي، مشيرة إلى تأكيد جلالته على أهمية إعداد دراسة علمية دقيقة تشمل الرأسمال غير المادي وعلى ضرورة التوزيع العادل للثروة وتحقيق العدالة الترابية.
وبخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة، ذكرت الصحيفة أن الخطاب الملكي جدد التزام المغرب بمبادرة الحكم الذاتي كحل سياسي لهذه القضية مع المضي قدما في اتجاه دعم الأقاليم الصحراوية وتنفيذ مشروع الجهوية المتقدمة في جميع مناطق المغرب وفي مقدمتها منطقة الصحراء المغربية .
وأشارت إلى أن جلالة الملك محمد السادس جدد إدانته القوية للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، مؤكدا تضامن المغرب مع الشعب الفلسطيني في هذه المحنة.