عبر رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي أكيهيكو طاناكا، أمس الثلاثاء بالرباط، عن عزم الوكالة على العمل مع المغرب من أجل تطوير وتنمية التعاون الثلاثي اليابان - المغرب - إفريقيا. وقال طاناكا، في ندوة صحفية في ختام زيارته للمغرب، التي أجرى خلالها سلسلة من المباحثات مع عدد من المسؤولين في مقدمتهم رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران، "نحن عازمون على العمل مع شركائنا في المغرب من أجل تقوية وتوسيع التعاون الثلاثي اليابان- المغرب-إفريقيا".
وفي هذا السياق، أبرز رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي أن المملكة تعتبر من ضمن الدول النشيطة التي تتوفر على تجربة مهمة في مجال التعان الثلاثي مع القارة الإفريقية.
وبعد أن أشاد بالعلاقات الواسعة والعميقة التي نسجها المغرب مع بلدان الشمال والجنوب، وخاصة مع بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، قال أكيهيكو طاناكا إن علاقات التعاون التي تجمع بين المغرب وبلدان القارة الإفريقية تغطي عددا من القطاعات المتنوعة والمحورية من قبيل التجارة والصيد البحري والنقل والفلاحة والتكوين والصحة.
وأشار إلى أنه سجل، بإعجاب كبير، إرادة الحكومة المغربية في تقاسم الخبرات مع بلدان أخرى في طريق النمو.
وقد بدأ برنامج التعاون الثلاثي المغرب - اليابان - إفريقيا سنة 1998 تنفيذا لتوصيات مخطط العمل الذي تم إقراره خلال المؤتمر الدولي الثاني بطوكيو حول تنمية إفريقيا.
وبخصوص العلاقات بين المغرب والوكالة، أوضح أكيهيكو طاناكا أن الطرفين يتقاسمان تاريخا طويلا في مجال التعاون يعود لسنة 1967 حيث شملت مجالات هذا التعاون عددا من المجالات وخاصة الصحة والتربية والماء والكهرباء، معبرا عن الأمل في توسيع العمل مع الحكومة المغربية في أفق استشراف مجالات جديدة مثل البنيات التحتية والبحث في مجال الصيد البحري.
وذكر، في هذا الصدد، أن التعاون بين المغرب واليابان يعود لسنة 1967 تاريخ التوقيع على اتفاق للتعاون الثنائي وإرسال أول بعثة من ستة متطوعين في إطار برنامج أطلق عليه سم "البرنامج الياباني للعمل التطوعي لما وراء البحار". ومنذ استقرارها بالمغرب تشارك الوكالة اليابانية للتعاون الدولي في تمويل 34 مشروعا بإجمالي قروض بلغ 2,6 مليار دولار، كما منحت دعما ماليا غير قابل للاسترداد بقيمة 345 مليون دولار.
وتجاوز عدد المتطوعين اليابانيين الذين زاروا المغرب في إطار هذا البرامج أزيد من 1000 شخص مقابل نحو 1400 من المغاربة استفادوا من دورات تكوينية في اليابان.
يذكر أن الوكالة اليابانية للتعاون الدولي أحدثت سنة 1974، وهي الوكالة الرسمية الأولى في اليابان التي تهتم بتوسيع وتطوير برامج التعاون التقني بين اليابان وبين الدول النامية، وذلك بناء على اتفاقيات تعقد بهذا الصدد بين الحكومة اليابانية وبين حكومات تلك الدول.
وتعتبر الوكالة اليابانية للتعاون الدولي الهيئة المسؤولة عن برامج التعاون التقني المتعلقة بمساعدات التنمية الرسمية وتهدف مشاريعها إلى نقل التكنولوجيا والمعرفة التي تعزز التطور الاجتماعي والاقتصادي في الدول النامية.
وتشمل مجالات نشاطها تحسين ظروف عيش الساكنة من خلال توفير المستلزمات الضرورية (الماء والتعليم والصحة) وحماية البيئة (محاربة التصحر) وتقليص الفقر من خلال النهوض بالاقتصاد (الصيد البجري والفلاحة والبنيات التحتية).