عيب علي يا وطني أن لا أشاركك في ثورتك و هبتك و قومتك ... عيب و أي عيب ، لكن عذري أن صدري من قهري ما عاد يحملني ، إذ لم يترك لي دخان المرارة و السيجارة غير حيز ضيق كالهامش الديمقراطي ، لا يسعفني لأكثر من نفس أو نفسين.... كان علي أن أشارك... أن أكون الأول .. فأنا المواطن مع وقف التنفيذ .. أنا السجين خلف القضبان حينا وأحيانا بلا قضبان. ومحروم حتى من حقوق أقرت في العالم للحيوان ... أنا المسلم المطالب بدفع الجزية وأنا المقتول وليس لي عليهم دية ... أنا الذي وصل القهر بي حد أني ختمت رسالة نشرها موقع عربستان بالدعاء : " ربي أخرجني من هذه البلاد كما أخرجت سيدنا محمد من مكة أبي جهل و أبي سفيان ... ربي إنك تعلم أني لا أملك خشبة فاصنع لي من لدنك فلكا و لا تغرق قومي من بعدي إنهم مني و أنت أرحم الراحمين " لأني أحبك يا وطني حد الموت رغم أنك أقصيتني حتى وهن العظم مني. فإني سأشاركك بموطن الحب فيّ وأعلن لك من أعماق القلب عن حبي بكل صراحة. إنها الثورة والهبة و القومة، إنها فتح من الله قريب . إن الذي أغرق فرعون الأزمان، ودك عرش فرعون هذا الزمان، لقادر على أن يحكم بيننا وبين قومنا بالحق. و هو خير الحاكمين. فار التنور يا وطني وها شعبك، الذي يحبك، يصنع فلك التغيير بعون الله ليعبر إلى ثورته الثانية كما عبرت تونس وكما عبرت مصر إلى ثورتها الثانية. فإذا كانت مصر قد عبرت من ثورة الضباط الأحرار و الشعب، إلى ثورة الشعب و الضباط الأحرار، متجاوزة محنة السادات وجور الفرعون . فإن حفدة المنصور الذهبي الذي وقفت عند أسوار هيبته جيوش الأتراك يريدون العبور من ثورة الملك و الشعب إلى ثورة الشعب و الملك. إنها ثورة أبناء محمد الخامس و محمد عبد الكريم ... ثورة أبناء موحى أوحمو، وعسو أوباسلام .. ثورة أبناء الزرقطوني وماء العينين .. ثورة أبناء الجبل و السهل .. إنها السيل . والسيل دوما يمضي في مساره ويرمي جانبا كل الحثالة.. إنها الماء و الفساد محض زبد. إن الذين يعلمون أنهم الداء فينا يمكرون السوء لكن الله خير الماكرين و بعونه مكر السوء يبور. ومن مكرهم أنهم يسارعون كلما ذكرت الملكية البرلمانية إلى تشبيه ذلك بالملكية في كثير من الدول الغربية ناسين أو متناسين أن للملكية هنا شرعية دستورية ولها أيضا شرعية دينية الشيء الذي لن يجعلها أبدا مؤسسة شكلية كملكيات سدنتهم الغربيين و الحق أنهم يريدون الملكية مظلة فيما الشعب يريدها تاجا للرؤوس و حكما عدلا بين النفوس .من هنا فإن الشعب يريد الملكية البرلمانية ويريد تغيير الدستور لكي لا يقول أحد بعد البصري " كنت أنفذ التعليمات " . يريد هذا الشعب ، المحب لملكه ، تغير الدستور ليقول لجلالته خلي بيننا وبينهم . إنهم يفسدون ولا يصلحون ، ينهبون ولا يجلبون ، ُيهينون وهم المهانون فهم من سرق خيرات البلاد وفقروا العباد ... هم من هجر الأدمغة .. وهم من خرب التعليم وسفه الأخلاق ... هم الزبونية.. هم المحسوبية هم التيئيس وهم التدليس... إنهم كلاب متوحشة متآخية مع الذئاب و تدعي الألفة مع القطيع لتأكل من الحملان من تشتهي و ترمي في جب الذئب من تزدري ،كل ذلك بهدف تسييد قانون الغاب باسم الملكية و لخلق التناقض بين المستضعفين و أمير المؤمنين لكن الدائرة تدور و مكر السوء يبور ولأن وعيهم بلطجي ، ككل قراء برتوكول صهيون ، فقد يخربون .. وقد يحرقون .. وقد يخرجون في مسيرات مضادة لمساندة الملك كأن غيرهم ضد الملك.. وقد يتهموا الناس بالبهتان و الخروج عن السلطان وكل ذلك ليس سوى جبل لن يعصمهم من أن يكونوا من المغرقين فقد جاء أمر الله وفار التنور في 20 فبراير كما فار في 20 غشت ولا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم و لله الأمر من قبل و من بعد ألا بعدا لقوم نوح.