يظهر مقطع فيديو على موقع يوتيوب الشهير تحت عنوان "كيف تستخدم تويتر لإحداث تغيير اجتماعي، حيث ينطلق من عنوان "كيف نغير العالم" ويبدأ ضمن عدة خطوات مبسطة إرشادية للمستخدمين عن كيفية أن يكون المدون شغوفاً بقضيته. وفي الخطوة الثانية يوضح المقطع كيف تحصل على ثقة المتابعين وتحرّي المصداقية لنشر الوعي، ماضياً في شرح نموذجي عن كيفية التواصل ومشاركة الأخبار والأفكار والتواصل بين الأفكار المشتركة، مع إرشادات عن كيفية التصرف عندما تتطور الأحداث وكيف يمكن التنسيق لإصدار دعوة للتحرك، وتحديد الوقت والمكان المناسبين للتحرك أو التلاقي أو الاحتجاج، واصفاً ذلك بأنه يمثل طريقة فعالة لحشد عدد كبير من الناس في مدة قصيرة. وفي الخطوة السادسة تنصح الإرشادات باستخدام ميزات "تويتر" الفورية، وتوثيق ما يحدث في الميدان إلى العالم الخارجي، وكيف أنه يمكن الوصول ل"تويتر" حتى لو انقطعت خدمة الانترنت عن طريق تقنية gprs. بالإضافة لشرح ميزات الترجمة وكيف تحتاج إلى أكثر من تيار لتشكل نهر عظيم، وخاتماً بالاستشهاد بأحداث ثورية كبيرة ومشهورة عالمياً استخدمت فيها ميزات "تويتر" لإحداث التغيير وبشكل لا يمكن تخيل نتائجه. مساندة استعصت على الرقابة وبغض النظر عن هذه الخطوات التي قد تعد معروفة للملايين من مستخدمي الموقع الشهير إلا أنه لا يمكن إلا الإقرار بأن مواقع التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" و"فيسبوك" و"يوتيوب" وغيرها قد ساهمت في إحداث تغييرات هائلة وكانت حاضرة في مواقف حاسمة. وبإقرار الخبراء كان هذه المواقع لها دورها الفاعل في دعم التواصل في أحداث التغييرات السياسية الأخيرة على الخارطة العربية مثل تونس ومصر. "تويتر".. الحضور الأبرز هذه المواقع يأتي أبرزها "تويتر" الذي مرّ بمرحلة مفصلية وبروز قوي، حيث بلغ عدد المنضمين الجدد 100 مليون مستخدم انضم لموقع تويتر في عام 2010 فقط. "تويتر" الذي يعد موقعاً اجتماعياً يسمح لمستخدميه بإرسال رسائل قصيرة لا يتعدى طولها 140 حرفاً يقرأها كل المشتركين، وترسل هذه الرسائل سواء من خلال الموقع أو باستخدام الهواتف الجوالة (SMS). ويقول الموقع الذي يعني اسمه الإنجليزي: "ثرثرة"، إنه يعتبر "خدمة للأصدقاء والعائلة وزملاء العمل ليتواصلوا من خلال تبادل الإجابات عن سؤال واحد وأساسي: "ماذا تفعل؟". ويقول الموقع إن التحديثات الأساسية حول أحوال الأشخاص تعد ذات مغزى كبير لدى العائلة والأصدقاء والزملاء خاصة عندما تأتي في الوقت المناسب. هذا فيما تؤكد التقارير أن عدد مستخدمي شبكة "فيسبوك" من العرب تنامى بنسبة 78% من 11.9 مليون مستخدم في يناير 2010 إلى 21.3 مليون مستخدم في ديسمبر من العام نفسه، لقد تحولت هذه المواقع من مجرد أداة للتواصل الاجتماعي إلى وسيلة إعلامية سياسية الطابع. صُمم ليكون أقوى من كل الأنظمة من جهتها تقول الكاتبة نسيبة داود: "لجأت الصحافة العالمية إلى "تويتر" الذي استعصى على الرقابة والحجب، وأصبح المصدر الرئيسي لأخبار الانتهاكات في إيران، فقد صُمم الموقع ليكون أقوى من أي نظام رقابي، ما جعل تطبيق الحجب عليه من قبل السلطات الإيرانية أمراً صعباً جداً". وأضافت أن "تويتر" الذي كان وجهة أولى لم يستطع أن يلغي تماماً مواقع "فيسبوك" و"يوتيوب" و"فليكر" من كونها خيارات قوية أيضاً، فمثلاً كانت منصة موقع "يوتيوب" المفضلة للمقاطع التي التقط معظمها باستخدام الجوالات. وأشارت إلى حضور "جوجل" بشكل قوي من خلال عناصر قوية لديه مثل الترجمة، بل وكسبت في بعض المراحل كامل الصورة عندما قدمت تقنية ساعدت المصريين على الوصول ل"تويتر" حتى عندما قطعت سبل الإنترنت، حيث أطلقت نظاماً أتاح الاتصال بموقع المدونات الصغرى بواسطة الهاتف العادي وبالتالي الالتفاف على قطع السلطات خدمة الانترنت عنهم. وقالت: "نأمل أن يسهم هذا في مساعدة الناس في مصر على البقاء متصلين في هذه الفترة البالغة الصعوبة". هذا فيما مثّل "اليوتيوب" أهم وسيلة لنقل صور الاحتجاجات إلى الخارج ومحاربة الدعاية الحكومية، والرد عليها فأصبح تلفزيوناً رسمياً لمحركي ومنسقي الثورات. ثورات من دون مقدمات عمل مواقع التواصل هذه خصوصاً في ظروف هذه الثورات العربية التي جاءت بشكل خاطف ودون مقدمات واضحة كان محل تقدير الكثير من الأقلام الإعلامية ناهيك عن العامة. وبحسب الكاتب خالد الجابر في "الشرق القطرية"، "لقد بيّنت الأحداث التي شهدتها كل من تونس ومصر دليلاً واضحاً على قوة وسائل التواصل الاجتماعي في تنظيم الحركات الاجتماعية في العالم". اعتراف رسمي بأهميتها وفي ندوة أقامتها كلية دبي للإدارة الحكومية سلطت الضوء على دور وسائل الإعلام في تحفيز الإصلاحات الاجتماعية والسياسية أشاد عدد من خبراء الإعلام والسياسة ببراعة الشباب العربي في توظيف وسائل الإعلام الاجتماعية، مثل "يوتيوب" و"فيسبوك" و"تويتر" و"المدونات"، والاستفادة منها بشكل فعال لحفز وتعبئة وتنظيم المجتمع، وتنامي مشاركة الشباب في رسم خريطة التغيير السياسي ببلدانهم. فيما ذكرت تقارير صحافية أن "وزارة الخارجية الأمريكية قالت في أول رسالة على حسابها الجديد على "تويتر" بالفارسية "يواس دار فارسي" (أي الولاياتالمتحدة في اللغة الفارسية) إنه "اعتراف من وزارة الخارجية الأمريكية بالدور المهم لوسائل التواصل الاجتماعي بين الإيرانيين في العالم الآن. ونريد الانضمام إلى محادثاتكم". 3 دوائر في الخارجية الأمريكية لمتابعة "تويتر" ونسبت صحيفة "الشرق الأوسط" إلى ناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية أكد أنه يتم التنسيق بين 3 دوائر في وزارة الخارجية لمتابعة صفحتي "تويتر" باللغتين العربية والفارسية. وفيما تشتعل اضطرابات أو حتى التوقعات بتناميها حالياً في عدد من الدول العربية تبقى هذه الوسائل تحظى بالإقبال الهائل، هذا فيما يرى المراقبون أنه في ظل يقظة الشباب العربي وتواصله الالكتروني القوي فإن تغيير خطاب الحكومات أو البدء في إصلاحات جذرية هو الأكثر احتمالاً، وأنه لا حدود لما قد تقوم بهذه المواقع مستقبلاً في ظل القدرات والتطوير المتاحين لها.