أعربت الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، التي تم تكريمها، أول أمس السبت في إطار الدورة 13 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، عن أملها في تصوير أفلام جديدة بالمغرب، بعد تجربتها في الفيلم الطويل "باريس" (2008) الذي صور جزئيا بالمملكة. وصرحت بينوش لوكالة المغرب العربي للأنباء، في ندوة صحافية حضرتها بعض المنابر الإعلامية التي تغطي المهرجان، أمس الأحد، "بالطبع ارغب في التصوير بالمغرب. من منا لا يحذوه الأمل في أن يكون هنا؟". وذكرت النجمة الفرنسية بأن أسرتها أقامت في المغرب قرابة 15 عاما وأن جدها، الذي كان ممثلا هاويا، دفن في هذه التربة. وأضافت في هذا السياق أن والدها "يحتفظ بذكريات جمة عن المغرب وأعتقد أنه احتفظ بالأجواء المغربية وبطبائع المغاربة في حرارة الاستقبال والاحتفال. إنه شخص يحب الاحتفال وهي صفة ورثتها عنه". ووصفت جولييت بينوش نجمة مراكش التي كرمت مسارها الفني بمثابة "تقدير جميل" معبرة عن تأثرها بهذا الاحتفاء الذي يجعلها تنظر أكثر الى المستقبل. وحيت بهذا الشأن التقليد الذي دأب عليه مهرجان مراكش بتكريم دوراته المتعاقبة لتجارب سينمائية شديدة التنوع. وبالرغم من مسارها الطويل والحافل بالروائع، فإن الممثلة الفرنسية تعتبر كل لحظة سينمائية "مغامرة واكتشافا جديدين" مؤكدة أنها مشحونة دائما بالرغبة في إغناء مسيرتها المهنية. وأضافت بينوش "لقد عملت في أفلام مع العديد من المخرجين وفي أماكن وبلدان وبلغات مختلفة. روادتني دوما الرغبة ، من خلال التمثيل، في عيش الاغتراب والذهاب بعيدا نحو أشكال أخرى للتفكير". وبوصفها ممثلة ملتزمة، تبدو جولييت بينوش على قناعة بأن الأفلام تساعد على رفع حساسية الوعي بما يحصل في العالم، معتبرة أنه من المهم بالنسبة للممثل أن يكون مستعدا لتقمص جميع الأدوار والتكيف مع مختلف الأوضاع. وهي لا تلقي بالا للشهرة، بل تعتبر نفسها في المقام الأول ممثلة تؤدي أدوارا في حكايات تشعر أنها منخرطة في عوالمها. وقالت في هذا الصدد "أستخدم جسدي. أتماهى مع شخص ليس أنا. أتقمصه. أفعل ذلك لدرجة يصعب معها أحيانا مغادرة الدور". يذكر أن جولييت بينوش تربعت على عرش السينما بمنحها جوائز عالمية مرموقة من قبيل جائزة الدب الفضي بمهرجان برلين وأوسكار أحسن دور ثانوي عن أدائها دور الممرضة "آن" في فيلم (المريض الإنجليزي) لأنطوني مينكيلا، وأحسن دور نسائي في مهرجان كان (فرنسا) عن فيلم (نسخة طبق الأصل) للإيراني عباس كياروستامي. كما حازت بينوش جائزة التمثيل في مهرجان البندقية (إيطاليا)، وجائزة سيزار أحسن ممثلة. وتتوزع فيلموغرافيا جولييت بينوش بين أفلام ذات طابع سياسي وأفلام تاريخية ، تعدها الأقرب إلى قلبها، وأخرى تندرج في باب سينما المؤلف من جهة، وبين المرحلة الفرنسية والمرحلة التي حلقت فيها عاليا في أجواء عالمية من جهة ثانية. وشكل فيلم (ليبرتي بيل) لباسكال كاني عام 1983 شهادة ميلاد الممثلة جولييت بينوش، قبل أن تؤدي عام 1984 أدوارا ثانوية في أفلام فرنسية أخرى مع أندري تيشيني (الموعد) وآنيك أنوي (الفتيات) وروني فيكتور (الحياة الأفضل) وجان لوك غودار (أحييك يا مريم) وبوب ديكو (وداعا فريد). ثم دخلت بينوش السينما العالمية فشدت الأنظار إليها، خاصة بعد أدائها دورا رئيسا إلى جانب الممثل دانيال داي لويس في فيلم (خفة الكائن التي لا تحتمل) التي اقتبسها فيليب كوفمان عن رواية ذائعة الصيت للروائي ميلان كانديرا، لتتوالى نجاحات الفنانة الفرنسية على مستوى العالم.