ما ضاع حق وراءه طالب. هذا المثل العربي القديم كان نبراسا للسيدة "حياة العلمي" في البحث عن ابنها "التهامي بناني" المفقود منذ حوالي ست سنوات. وما زالت تقاوم من أجل معرفة الحقيقة وفك ألغاز هذا الاختفاء الغامض لشاب في زهرة عمره كانت تنتظر أن تراه أمامها أستاذا حيث كان طالبا نجيبا بمدرسة التعليم التقني بالمحمدية. حياة طرقت كل الأبواب. وفتشت في كل الأماكن. واستعملت كل الوسائل القانونية لمعرفة الحقيقة. بحثت عن فلذة كبدها في المستشفيات العمومية والمصحات الخاصة. وضعت صورة له في الصحف الوطنية علّ فاعل خير يدلّها على مكان وجود ابنها حيا أو ميتا.
لجأت حياة إلى برنامج مختفون بالقناة الثانية ووجهت نداء في الموضوع. لكن كل هذا العمل كان دون جدوى. ولأن الأم لم يهدأ بالها ما دامت الحقيقة مواربة ومتوارية فقد لجأت إلى وسيط المملكة، الذي أحال شكايتها على النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بالمحمدية لمعرفة حقيقة الاختفاء المفاجئ وقامت النيابة العامة بإحالة الملف على الشرطة القضائية.
ورغم الأبحاث والتحريات الروتينية التي أجرتها الشرطة القضائية فإنها لم تتمكن من الوصول إلى الحقيقة مما دعا النيابة العامة إلى حفظ الملف. لكن السيدة حياة العلمي أصرت على معرفة الحقيقة مهما كان الثمن ومهما كلف الأمر، ووراء إصرارها تم إخراج الملف من الحفظ. وقد أمر الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء الشرطة القضائية بالمحمدية بإعادة فتح تحقيق في النازلة التي دامت ست سنوات، وأمر الوكيل بإجراء الأبحاث والتحريات والاستماع إلى كل من له علاقة بالموضوع، خاصة وان الأم المكلومة قد حصلت على معلومات جديدة من صديقة لابنها. وبفضل هذه المعلومات الجديدة تمكنت والدة الضحية من إخراج الملف من الحفظ.
والصديقة المفترضة للضحية كانت رفقته حسب إفادتها لحظة اختفائه. وفي هذا السياق قالت والدة الضحية، في شريط فيديو على اليوتيوب، انها وبعد توسلات كثيرة تمكنت من استخراج معلومات من صديقة ابنها التي اعترفت بأنها سمعت رفاقه، الذين كانوا معه على متن السيارة قبل اختفائه، يتبادلون مجموعة من المعلومات مفادها أن الضحية قد توفي بعد استعماله المفرط للمخدرات وكي يتخلصوا من الجثة حملوها إلى مكان مجهول وأحرقوها. لكن الصديقة المفترضة انكرت هذه التصريحات رغم أن الأم سجلت الكلام ووثقته. والنيابة العامة لم تعر الكلام المسجل أي اهتمام.
وكشف أحد زملاء الطالب المختفي لعناصر الشرطة القضائية بعد إخراج الملف من الحفظ أن طالبا آخر (أ.ل) على معرفة بكل شيء، وهي المعلومات نفسها التي أكدتها صديقة الضحية. وحسب التصريحات التي أدلى بها الأشخاص الأربعة فإن كلامهم حمل الكثير من التناقض، حيث أشار بعضهم إلى أنهم التقوا بالضحية أمام المدرسة وأشارت والدته أنه امتطى سيارة "ألفا روميو" التي يملكها شاب اسمه "لعجل"من أمام منزله، هذا الشخص الذي يدعي الكل أن والده له سطوة كبيرة تخيف الكبار والصغار بمدينة المحمدية، وأن الشكوك تحوم حوله لامتلاكه خيوط القضية، ورغم أن اسمه مذكور في أكثر من ملف ومحضر فإن الكل أجمع على إخفائه من الملف، فمن يكون إذن هذا "العجل"؟ ولماذا يهابه الناس في المحمدية ومن هي الجهة التي تواطأت معه حتى لا يتم استنطاقه في القضية من أجل إظهار الحقيقة؟ خصوصا وأنه هو المسؤول الوحيد عن حمله في السيارة قبل اختفائه.
وتصر والدة الضحية على مواصلة البحث ومسايرة الملف إلى آخره، لمعرفة الحقيقة حيث تتشبث بمعرفة مصير ابنها مهما كان الثمن.. الهاتف الخاص بالسيدة حياة العلمي لمن يريد مساعدتها أو مدها بأية معلومات حول ابنها المفقود: 0668235424