إنفردت صحيفة "الوطن" المصرية أول أمس بتقرير حول المخطط "الأمريكي – الصهيوني" لإقامة دولة "غزة" في محافظة "سيناء" المصرية، وتصفية القضية الفلسطينية بالأراضي العربية. وهذه الفكرة الشيطانية طرحها البروفيسور "يهوشع بن آريه" الرئيس السابق للجامعة العبرية في دراسة موسعة، لحل قضية الشرق الأوسط الأولى دون تنازل واحد من "إسرائيل"، وكأنه يعوض من سُرقت أرضه بقطعة من أراضي عائلته. الدراسة الإسرائيلية سرعان ما تحولت لمشروع "أمريكي – صهيوني" يتضمن آليات ومميزات لإقناع "مصر" ببيع أراضيها مقابل مشروعات اقتصادية ضخمة تحت عنوان "تبادل أراضٍ إقليمية". وقد حصلت الصحيفة على نسخة من المشروع الجديد، الذي تم إعداده في "إسرائيل"، وعرضته "أمريكا" في سرية تامة على دول أوروبية وعربية، أهمها "تركيا" و"قطر"، ووافقت عليه "جماعة الإخوان المسلمين" في اجتماع عُقد في "واشنطن" قبل وصولهم للحكم، فكانت مكافأتهم تسهيل ودعم وصولهم للحكم في "مصر" ودول أخرى، لتنفيذ تعهداتهم حيال المشروع. ويتلخص المشروع "الأمريكي – الإسرائيلي" لتبادل الأراضي بين "مصر وفلسطين وإسرائيل"، في أن تتنازل "مصر" للفلسطينيين عن مدينتي "رفح" و"الشيخ زويد" لتتمدد "غزة" إلى حدود مدينة "العريش"، مقابل أن تحصل "مصر" على أراضٍ مماثلة في صحراء "النقب"، ومميزات خاصة تتمثل في إقامة شبكة طرق أهمها طريق يربط بين "مصر" و"الأردن" و"السعودية" ويوصل الحجاج المصريين إلى "مكة" المكرمة، فضلاً عن منح مميزات ل"مصر" منها ضخ نقدي يتراوح بين 100 و150 مليار دولار، بجانب محطة تحلية مياه ضخمة ممولة من البنك الدولي تغطي العجز الكبير في المياه الذي سيتسبب فيه سد النهضة الإثيوبي. وفي المقابل، تحصل "إسرائيل" على مساحات تصل من 40 إلى 60% من أراضى الضفة الغربية، مع منح الفلسطينيين قطعاً بديلة في صحراء النقب بحيث تحافظ على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة وتمنحها الشرعية الدولية والقبول العالمي. وأثار هذا المخطط "الأمريكي الصهيوني الإخواني" ردود فعل رسمية وشعبية في "مصر"، حيث أكد مصدر مسئول بمجلس الوزراء أن رئيس الوزراء الدكتور "حازم الببلاوي" اطلع باهتمام بالغ على ما نشرته الصحيفة، وطالب بفحص ما جاء بالتقرير المنشور، وإعداد تقرير تفصيلي عن هذا الأمر وحقيقة أبعاده، لمحاسبة أي شخص متورط في هذه الجريمة التي كانت تهدف إلى بيع أراضٍ مصرية. وأفصح المصدر عن أن "الببلاوي" ووزراء الحكومة الذين وجدوا بالمجلس أمس، أكدوا أهمية ما جاء في التقرير الصحفي لكشف الحقائق أمام الرأي العام المصري والخارجي. ولفت المصدر إلى أن انفراد صحيفة "الوطن" كان مثار نقاش كبير في المجلس، وأن "الببلاوي" أكد أن "الإخوان" لم يكن يدركون معنى الوطنية والسيادة المصرية على أراضيها، وأنهم كانوا مستعدين للتنازل عن أي شيء لضمان وصولهم إلى الحكم والإستمرار فيه. وفي السياق ذاته، أوضحت مصادر عسكرية مسئولة أن ما جاء في الصحيفة هو أمر حقيقي وكشفته أجهزة المخابرات منذ فترة، وأن الجيش المصري كان يدرك هذا الخطر، وأنه تم تحذير قيادات "الإخوان" أثناء حكم "مرسي" من هذا الأمر، لأن الجيش لن يسمح بالتضحية ب"شبر" واحد من أرض الوطن مهما حدث. وأشارت المصادر إلى أن مخططات "الإخوان" وغيرهم لا تتوقف على هذا الموضوع فقط، ولكنهم كانوا مستعدين لتنفيذ مخطط "أمريكي صهيوني" بتقسيم "مصر" إلى دويلات مقابل استمرارهم في الحكم. وأكد وزير التنمية المحلية اللواء "عادل لبيب" أن تنمية "سيناء" أصبحت قضية أمن قومي، وأنه آن الأوان لتحتل "سيناء" مكان الصدارة في اهتمامات أجهزة الدولة. لافتاً إلى أن "سيناء" يجب أن تكون في العقل والقلب، خاصة في ظل ثورة "30 يونيو" التي أعادت "سيناء" إلى أحضان الوطن، وفي ظل إرادة سياسية جديدة وحكومة قادرة على تحقيق التنمية التي ينشدها أهالي "سيناء" والمصريون جميعا، بعد أن بسطت القوات المسلحة المصرية هيمنتها على "سيناء"، وتعكف حالياً على تطهيرها من خفافيش الظلام. وأضاف أن "سيناء" هي المخزون الإستراتيجي ل"مصر" كلها في مصادر الثروة الطبيعية، حيث يوجد بها نحو مليوني فدان أرض صالحة للزراعة، وبها كل الخامات الطبيعية، فكمية المخزون الإستراتيجي ب"سيناء" تستطيع أن ترفع الدخل السنوي بدرجة كبيرة لو استغلت بشكل جيد. وقال الدكتور "علوي أمين" أستاذ الشريعة بجامعة "الأزهر": إن "تنظيم الإخوان لا وطن لهم، وإن من يتنازل عن جزء غالٍ من الوطن كمن يتنازل عن العرض". وأشار الشيخ "عبد العزيز النجار" مدير إدارة الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، إلى أن "الإخوان" لا يعترفون بالوطن، فهم يريدون تحقيق مطامع لهم ولجماعتهم دون النظر إلى مصلحة البلد. ولفت إلى أن النية كانت مبيتة لدى "الإخوان" لاقتطاع جزء من "سيناء" لصالح "غزة" مقابل صفقة كبيرة، ولكن الله عجل بهم قبل تنفيذ هذا المخطط، لأن "سيناء" أرض مطهرة ومقدسة، وذكرها رب العزة في كتابه العزيز، فهي مهد الأنبياء، والله (تعالى) عصف بهذه الريح الخبيثة قبل أن تنال من الأرض الطاهرة. وقال الدكتور "محمود مهنا" عضو هيئة كبار العلماء: "من يفرط في شبر من أرض الوطن فلا وطنية ولا دين له، فأي وطن تفرط فيه لا تستحق أن تعيش تحت سمائه"، وتساءل: "أي دين يسمح بذلك مهما كانت الظروف والأسباب؟"، وأضاف: "الحمد لله أن كشف الغمة وأزاح عن مصر هماً ثقيلاً". وأكد شيخ الفلسطينيين في "سيناء" الحاج "كمال الخطيب" رفضهم فكرة توطين الفلسطينيين في "سيناء" نهائياً، مضيفاً: "لقد تعلمنا الدرس وفهمناه، فلا يمكن أن نترك أرضنا وعقاراتنا وبيوتنا وأوطاننا مرة أخرى كما حدث من قبل في هجرات سابقة، فنحن متمسكون بالأرض التاريخية للفلسطينيين، وكذلك أهل الشتات، فالكل يحلم بالعودة إلى ديارهم في "فلسطين"، و"سيناء" هي أرض مصرية وتم استضافتنا فيها فقط ولكن لا يمكن التنازل عن الثوابت الفلسطينية في حق العودة. ومن جهته شدد "أشرف الحفني" زعيم الثوار الإشتراكيين في "سيناء" على ضرورة تنمية "سيناء" وتعميرها بدلاً من تركها خالية ومرتعاً للخارجين عن القانون، مؤكدا أن الأهالي لن يسمحوا بأي مخطط لبيع جزء من أرض "الفيروز". حكيمة الوردي