قال حسن بناجح، "الخماس" لدى مكتب فتح الله أرسلان الأمين العام الفعلي لجماعة العدل والإحسان، فيما أوردته هسبريس أثناء مشاركته في مسيرة الرباط لدعم جماعة الإخوان المسلمين، إنّ "الموقف الرسمي المغربي ليس موقفا متخاذلا فحسب، بل هو موقف مساند للجزّارين الذين يذبحون الشعب المصري". وذهب بناجح إلى القول إنّ الموقف الرسمي المغربي "مساند للجزارين في مصر، لأنّ الملك كان من أوائل المبادرين إلى تهنئة ما يُسمى بالرئيس الذي جاء على ظهر دبابة، وبالتالي فإن السلطات المغربية والنظام المغربي هما شريكان في المجزرة التي تجري هناك، لأن كل من اعترف بالانقلاب أعطى الضوء الأخضر، لما يجري اليوم في مصر من مجازر".
يقول المناطقة كل مقدمة فاسدة تخرج منها نتيجة فاسدة فالمقدمة الفاسدة هي اعتبار ما جرى في مصر انقلاب عسكري. وسيكون لأول مرة في تاريخ البشرية انقلابا "لايت". انقلاب يقوده عساكر مهذبون يقولون لرئيس الجمهورية إننا سنقوم بانقلاب "اجمع رأسك". الانقلابات أيها المعتوه براح جماعة الأحلام والأوهام تتم بالليل تخطيطا وتنفيذا ولا يعلم بها أحد إلا بعد صدور البيان الأول. ما وقع في مصر والذي لا تريد الجماعة رؤيته من باب نصرة الإخوان ظالمين أو مظلومين هو أن حركة تمرد جمعت 22 مليون توقيع موثقة في المحاكم المصرية مطالبة برحيل مرسي، واستطاعت الحركة أن تخرج إلى ميادين مصر حوالي ثلاثين مليون متظاهر، وكان الشارع مرشحا لحرب أهلية، لكن تدخل الجيش منحازا للشعب وليس منقلبا عليه، والجيش، يا جماعة بول المرشد، من المؤسسات الضامنة للاستمرار والاستقرار وللسيادة الوطنية التي باعها الإخوان بالجملة والتفصيل لقطر وغيرها من الدول التي ترعى مشروع "الربيع الأعرابي".
وحاول بناجح تصوير أن الشعب المغربي مع الإخوان المسلمين وكأنه أجرى له استفتاء معتمدا على مسيرة الرباط، التي جمعت فقط التنظيمات الإخوانية باختلاف ألوانها، الإخوانية السرورية (التوحيد والإصلاح والعدالة والتنمية) والجناح الطرقي للإخوان (العدل والإحسان) والسلفية والسلفية الجهادية والتي تم فيها وتحت رعاية الجماعات المذكورة رفع أعلام تنظيم القاعدة الإرهابي الدولي والذي لم يستثن المغرب من ضرباته. فمن خرج في الرباط هو الجماعات الإسلامية، التي كشفت عن وجهها العنيف بدون استثناء، وليس الشعب المغربي. فليس من شيم الشعب المغربي مساندة التنظيمات الإرهابية. والجماعة لم تساند جماعة الإخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسي بل ساندت جبهة النصرة من أكلة الأكباد ونباشي القبور التي تحرق الأرض والنسل. أما موقف الملك فلن تفهمه جماعة ألفت التبرك بالمرشد وليس لها باع في الجيوبوليتيك.
فالجماعة تجهل أن مصر أكبر دولة عربية ولها دور هام في صناعة القرارات العربية. والجماعة تجهل أن الإخوان المسلمين رسموا مسارا آخر لمصر ترعاه قطر وتركيا أردوغان من أجل الهيمنة على المنطقة. وما كان على المغرب إلا أن ينحاز للحق المصري في تقرير سيادته وعودة مصر قوية إلى حظيرة الجامعة العربية بعد أن "بهدلها" مرسي الذي حولها إلى أهل وعشيرة. فهل خرجت الجماعة بكاء على الديمقراطية؟ ولو كانت الجماعة تؤمن بالديمقراطية لخرجت تأييدا لخارطة الطريق لأن مرسي كان يسير نحو دكتاتورية رهيبة. فالإعلانات الدستورية التي أصدرها الرئيس المعزول محمد مرسي كانت تحصن قراراته من أي نقض بما في ذلك نقض المحكمة الدستورية العليا بما يعني أن ما يصدره من قرارات لا يناقش ولا يتخذ في أي مجلس من المجالس باستثناء مكتب الإرشاد، حيث تبين أن مرسي لم يكن سوى الرجل الرابع في الدولة المصرية بعد محمود عز زعيم التنظيم السري وخيرت الشاطر الإمبراطور ومحمد بديع.
ولابد في الأخير من الحديث عن مقدمة منطقية ثانية فاسدة وتتعلق بكون الجيش يقوم بمجازر ضد الشعب المصري. وأمام كاميرات العالم كانت مليشيات الإخوان تغتال الأمنيين والعساكر. ونسأل بناجح عمن قتل 25 من رجال الأمن رميا بالرصاص وذبحا بسيناء؟ من يذبح من؟ وبالجملة لا يمكن لجماعة الإخوان أن تمثل مصر كما لا يمكن لبضعة ملتحين بشوارع الرباط أن يمثلوا الشعب المغربي.