طالب أحمد عصيد، الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الامازيغية، بعدم تدريس الرسالة الدعوية التي بعثها النبي محمد لملوك و حكام عصره، للتلاميذ في المدارس المغربية. وبرر عصيد، الذي يصفه البعض بالعلماني، موقفه هذا بكون رسالة النبي، التي يدعو فيها ملك وحكام عصره للإسلام ، والتي تبتدأ بعبارة أسلم تسلم رسالة "إرهابية تهديدية" حيث قال ان "الرسالة التي تدرس في المقرر لتلامذتنا وهم في سن ال16 هي في الحقيقة رسالة إرهابية، لأنها ترتبط بسياق كان الإسلام ينتشر فيه بالسيف والعنف، أما اليوم فقد أصبح المعتقد إختيارا شخصيا حرا للأفراد، ولا يمكن أن تدرس للتلميذ رسالة تقول إما أن تسلم وإلا أنك ستموت ، وتدرس على أنها من القيم العليا للإسلام".
وقال عصيد، خلال ندوة عقدتها الجمعية المغربية لحقوق الانسان امس الجمعة بقاعة المهدي بنبركة بمناسبة افتتاح مؤتمرها العاشر، أن الإسلام كان في وقت الرسول يمثل العولمة، باعتباره خلاصة لكل الحضارات التي سبقته، و هذا ما جعل الأوربيون آنذاك يعملون على ترجمة كتابات ابن سينا و ابن رشد و الاستفادة منها، أما اليوم يضيف عصيد "فالإسلام شيء أصبح متجاوزا لأن القيم الكونية هي أسمى ما وصلت إليه البشرية اليوم" حيث ان "الإسلام عندما جاء لم يحرم تجارة البشر و العبيد و إنما فقط اكتفى بأمر الناس بحسن التعامل معهم، و في أحسن الأحوال تحريرهم أو عتقهم"، يضيف عصيد.
وقال احمد عصيد، في مداخلته الموسومة ب "القيم بين الخصوصي والكوني، بين النسبي والمطلق"، أن الدين غاية والإنسان وسيلة في منظور الفقهاء، وهذا مخالف لمنظومة حقوق الإنسان الكونية، لأن الإنسان وكرامته هو الغاية، ولا يجب أن يترك في الهامش..
وأكد عصيد على ضرورة السعي من أجل "إعداد نخبة نيرة من العلماء المتخصصين الذين يقومون من داخل المنظومة الفقهية الدينية بملائمة القيم الكونية لحقوق الإنسان مع النصوص الدينية وبإعادة قراءتها".