اتهمت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية بشن هجوم متعمد ومخطط له على إحدى جزرها، وردت كوريا الشمالية على ذلك قائلة إن جيش كوريا الجنوبية كان هو البادئ بالهجوم بالصواريخ وإن قواتها ردت عليه بقوة. جاء ذلك بعد أن أعلنت كوريا الجنوبية حالة التأهب بعد تعرض إحدى جزرها لقصف كوري شمالي. وقالت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية إن الرئاسة في كوريا الجنوبية تشتبه بأن القصف الكوري الشمالي جاء ردا على تدريبات عسكرية جنوبية، فيما أكدت سول أن جيشها رد على القصف دون أن يذكر تفاصيل، مشيرا إلى تحليق طائرات أف-16 قرب الحدود مع كوريا الشمالية إثر القصف. كوريون يتابعون أخبار القصف على التلفزيون (رويترز) تبادل الاتهامات وفي وقت لاحق اعتبرت وزارة الدفاع بكوريا الجنوبية أن الهجوم الذي تعرضت له الجزيرة كان متعمدا ومخططا له. وقال لي هونغ كي المسؤول بوزارة الدفاع الكورية الجنوبية للصحفيين "هذا هجوم متعمد وجرى التخطيط له، وهو انتهاك واضح للهدنة" بين الكوريتين. وفي اعتراف لافت بالبدء بإطلاق النار، قال الجيش الكوري الجنوبي إنه أطلق نيرانا أثناء تدريبات عسكرية في المنطقة قبل تبادل القصف المدفعي، ولكن الإطلاق كان غربا وليس شمالا. ولكن وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية قالت إنه "رغم التحذيرات المستمرة، فإن كوريا الجنوبية أطلقت عشرات الصواريخ منذ الساعة الواحدة بعد الظهر (بالتوقيت المحلي)، وقد اتخذنا إجراء عسكريا قويا ومباشرا" وذلك دون الإشارة إلى اتهامات سول أو الحديث عن خسائر بيونغ يانغ. وقال جيش كوريا الجنوبية ووسائل إعلامها إن الجزيرة التي استهدفها القصف هي يونبيونغ قبالة الساحل الغربي لشبه الجزيرة الكورية، وهي قريبة من حدود متنازع عليها في المياه الإقليمية وتبعد نحو 120 كيلومترا إلى الغرب من سول. وفي آخر حصيلة للخسائر أعلنتها سول، قتل جنديان وجرح 14 آخرون منهم أربعة بجروح بالغة إضافة إلى إصابة ثلاثة مدنيين. وأشارت وكالة يونهاب إلى أن العديد من القذائف سقطت على قاعدة عسكرية في الجزيرة، فيما أكدت سول أنها أطلقت 80 قذيفة ردا على الهجوم. وأعلن جيش كوريا الجنوبية حالة التأهب في صفوفه، كما اجتمع كبار مساعدي رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك في مخبأ بالقصر الرئاسي لدراسة الوضع المتفجر، وقالت مصادر حكومية إن سول هددت برد قوي في حالة استمرت الاستفزازات من بيونغ يانغ. ولكن وكالة يونهاب للأنباء نقلت في المقابل عن الرئيس الكوري الجنوبي قوله اليوم إنه يحاول الحيلولة دون تصاعد تبادل إطلاق نيران المدفعية بين الكوريتين إلى صدام أكبر. ونقل تلفزيون يونهاب عن شاهد عيان قوله إن ما بين 60 و70 منزلا اندلعت فيها النيران بعد سقوط نحو 200 قذيفة على الجزيرة. وأظهرت اللقطات التلفزيونية أعمدة الدخان تتصاعد من الجزيرة. وقال شهود عيان آخرون إن النيران التي اندلعت في الجزيرة أصبحت خارج نطاق السيطرة. وقال شاهد للتلفزيون "اندلعت النيران في المنازل والجبال ويجري إجلاء الناس، إنهم خائفون". وأدانت الولاياتالمتحدة "بشدة" الهجوم الكوري الشمالي. وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس "إن كوريا الشمالية شنت في وقت مبكر من صباح اليوم هجوما على جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية، ونحن على اتصال مستمر مع حلفائنا الكوريين". وأضاف أن الولاياتالمتحدة "تدين بشدة" هذا الهجوم، "وتدعو كوريا الشمالية إلى الكف عن تحركاتها القتالية والالتزام ببنود اتفاق الهدنة". وأكد الناطق الأميركي التزام الولاياتالمتحدة "الثابت" بالدفاع عن حليفتها كوريا الجنوبية والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين. كما أدان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إطلاق كوريا الشمالية قذائف على جزيرة كورية جنوبية، معتبرا أن هذه المواجهات تشكل "خطرا كبيرا" ويمكن هذه المرة أن "تتطور" إلى نزاع مفتوح. وقال لافروف امام الصحفيين أثناء زيارة إلى مينسك في بيلاروسيا "للأسف ليس هذا الحادث الأول من نوعه هذه السنة، إنه الثالث، لكن أول حادثي تبادل نيران كانا معزولين في حين هذه المرة يمكن أن يتطور إلى اشتباك مسلح". وأضاف أن "ما جرى يستحق الإدانة، وهؤلاء الذين بدؤوا هذا الأمر وقاموا بقصف الجزيرة الكورية الجنوبية يتحملون مسؤولية كبرى". ودعا الوزير الروسي الى "وقف كل تبادل للنيران فورا". أما الصين فاكتفت بالتعبير عن قلقها من أحدث تصعيد للتوتر بين شطري الجزيرة الكورية. وقال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي إن على الجانبين "بذل مزيد من الجهد لإقرار السلام"، وطالب بضرورة العودة إلى المحادثات السداسية التي تهدف لإنهاء البرنامج النووي لكوريا الشمالية.