يرى العضو المؤسس في حركة "رشاد" الجزائرية المعارضة، الدبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت، أن تظاهر الآلاف من سكان الجنوب الجزائري اليوم الخميس (14|3) في مدينة ورقلة يمثل نقطة تحول سياسية كبرى سقط بموجبها حاجز الخوف الذي قال بأن السلطات الجزائرية قد رسخته تحت يافطة الحرب على الإرهاب. وأكد زيتوت في تصريحات ل "قدس برس" أن مظاهرة أبناء الجنوب اليوم الخميس (14|3) في ورقلة يمثل بداية لمسار جديد سينتهي باندلاع ثورة عارمة، وقال: “على الرغم من الضغوطات والمناورات والاشاعات التي روجتها وسائل إعلام النظام بشأن مظاهرات اليوم في ورقلة، فقد تمكن الشباب الجزائري المعطل عن العمل والتواق لنيل حقوقه كاملة في التظاهر بعشرات الآلاف في مدينة ورقلة، ليزيل بشكل نهائي حاجز الخوف بشكل نهائي الذي زرعته آلة الاستبداد والفساد تحت شعار مكافحة الإرهاب.
وأضاف: "مظاهرة اليوم هي أكبر مظاهرة تشهدها مدينة ورقلة عبر تاريخها، وهي واحدة من أكبر المظاهرات في السنوات الأخيرة بالجزائر، وقد أفشلت إغراءات عرضتها العصابة الحاكمة على الشباب، منها عرض مناصب شغل برواتب خيالية.
ورأى زيتوت أن لهذه المظاهرات في ورقلة، ما بعدها، وقال: "لقد كسرت مظاهرة اليوم الخوف خصوصا في هذه المناطق التي هي عبارة عن مناطق شبه محتلة، والتحرك فيها يتم بتصريحات أمنية للجزائريين بينما هي مفتوحة للأجانب، وهي منطقة مقطعة الأوصال خصوصا في منطقة حاسي مسعود، ولا شك أن هذه المظاهرة سترعب النظام وستعيد الحسابات، فهؤلاء الذين تظاهروا اليوم صبروا كثيرا منذ الاستقلال إلى اليوم، على الرغم من أن مناطقهم هي أغنى مناطق الجزائر، حيث البترول والغاز والذي منه يتأتى 99 في المائة من مداخيل البلاد ولكنهم يعيشون في حالة من البؤس والفقر المتعاظم"
واستبعد زيتوت أن يكون في تظاهر الجنوبيين أي معنى من معاني الانفصال أو الجهوية، وقال: "لقد رفع المتظاهرون شعارات وطنية ورفعوا الأعلام الجزائرية، وشاركهم في ذلك نشطاء من الشمال الجزائري، وبالتالي يمكن القول إن مظاهرات اليوم في ورقلة كانت يوما وطنيا بامتياز".
وأضاف: "أعتقد أن الثورة العارمة في الجزائر على الأبواب، والأمر ليس إلا مسألة وقت ليس إلا، وأتوقع أن ثورة الجزائر ستكون أقصر الثورات العربية، لأن معاناة الجزائريين بلغت حدودا قصوى، والطغمة الحاكمة لم تعد قادرة على كتم الأنفاس" على حد تعبيره.