لازالت المصالح الأمنية بالجديدة تباشر تحرياتها في موضوع اختفاء 25 طن من مادة "المونترات 33" في ظروف غامضة، من داخل ميناء الجرف الأصفر.
وتعتبر المادة المختفية من بين الأسمدة الأزوتية الكيماوية الحساسة، والتي يتطلب نقلها من مكان لآخر إجراءات أمنية مشددة، لكونها تدخل ضمن المواد ذات تركيبة من المتفجرات، ذلك أن "نترات الأمونيوم" يعتبر مزيجا من حامض "النتريك" و"الامونياك"، كما أن "نترات الامونيوم" قابل للانفجار في حال توفر بعض الشروط، منها حرارة مابين 160 و200 درجة، وشرارة نارية لإحداث الانفجار.
وأشارت بعض المصادر إلى أن شاحنة مجهولة ولجت الاثنين الماضي 4 فبراير 2013، ميناء الجرف الأصفر، دون التحقق من هوية سائقها ووجهتها، وترقيمها المعدني، لتلج بسهولة مراب شركة الميناء، وهو من بين المواقع الحساسة، لتشحن كميات هامة من مادة "المونترات" المستوردة من الخارج، والتي تقدر ب 25 طن. وهي العملية التي طرحت علامات استفهام عند المحققين، إذ كيف تدخل شاحنة بسهولة تامة لموقع الشركة، وتشحن الكمية المذكورة في ظرف قياسي، وتعود من جديد لتخترق البوابة الرئيسية، وتتجاوز الحراسة المشددة، ونقاط التفتيش الثابتة، وكاميرات المراقبة، الأمر الذي يفيد بوجود تواطؤات، جعلت الأجهزة الأمنية تعيش حالة استنفار، وتضاعف من جهودها للوصول إلى الجهات المسؤولة.
ويذكر أن الشركة المستهدفة لم تشعر المصالح الأمنية إلا بعد مرور أسبوعين عن تنفيذ العملية، مما يزيد في تعقيد الموضوع، حيث جند له خمسين عنصرا من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، الذين حلوا منذ ستة أيام بأمن الجديدة، فيما حل 20 عنصرا أمنيا بالمنطقة الأمنية الإقليمية بسيدي بنور، وبمفوضية الشرطة بالزمامرة غير البعيدة عن الجرف الأصفر.