مرت جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة بمجلس المستشارين، امس الجمعة، في جو من الاحتقان بين المعارضة وبنكيران، الذي لم يتوانى في استعمال قاموسه الشعبي المباشر في توصيف خصومه مع بعض القفشات التي تتخلل خطاباته كالعادة..
انسحاب الفريق الفدرالي للوحدة والديمقراطية جاء احتجاجا على تصريحات رئيس الحكومة وعلى الاقتطاعات في اجور المضربين وعلى خلفية مجموعة من الامور المتعلقة بالحوار الاجتماعي والقمع الذي يطال المحتجين في الشوارع..إلخ.
بعد هذا الانسحاب جاء دور الفريق النيابي للأصالة والمعاصرة، الذي دخل مستشاروه في مشادات كلامية مع بنكيران، حيث اتهم هذا الاخير حزب الاصالة والمعاصرة بمحاولة السيطرة على المغرب، من خلال سياسة الحزب الوحيد، على غرار ما كان يقع في مص.
وكانت القطرة التي افاضت الكأس هي قول بنكيران لمستشاري البام "كون كان فيكم الخير كون خدمتو الناس مني كنتو في موقع المسؤولية ... راكم أخطر من الأمن الغذائي بسبكم للمسؤولين"، وهو ما دفع بالفريق إلى الانسحاب ..
وفي تعليقه على انسحاب كل من الفريق الفدرالي وفريق الاصالة والمعاصرة، قال رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران، في تصريح لتلكسبريس، "المجموعة الاولى انسحبت للاحتجاج، اوهادي ماعندي تعليق عليها، أما المجموعة الاخرى قاطعتني ولما قاطعتني رددت عليها فانسحبت فلها واسع النظر.."
وفي سياق آخر قال حكيم بنشماش، رئيس فريق الاصالة والمعاصرة بمجلس النواب، في تصريح لإحدى الجرائد الالكترونية بأن عبد الاله بنكيران ديكتاتوري يريد تفريق المغرب، وهو كلام يقال اليوم في مصر حيث تصف المعارضة الرئيس مرسي بالديكتاتوري والفرعون الذي يريد تقسيم المصريين.. هذا الكلام وقبله كلام رئيس الحكومة حول "الحزب الوحيد على غرار ما كان يقع في مصر"، يجعلنا نتساءل حول معنى ان يستند سياسيونا في توصيف اوضاعنا إلى ما يقع في دولة الكنانة، أهو تشابه الاوضاع ام مجرد تقليد وتبعية لا يمكن ان تزول إلا بزوال ثقافة احتقار الذات والتماهي مع الآخر الذي ينظر إليه دائما بأنه الافضل..حتى في زمن الازمات !