ذكر بيان لمنظمة النساء الاتحاديات، أنها تابعت اللحظة الاحتفائية الاستثنائية التي خص بها جلالة الملك أمهات لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم، والعناية السامية والالتفاتة النيرة التي أولاها جلالته لأمهات هؤلاء الأبطال الدين بصموا عن انجازات غير مسبوقة في المسار الكروي والمغربي والإفريقي. وأكدت المنظمة في بيانها، أن هذا الاحتفاء يجسد في تقديرها النبوغ المغربي القادر على المزاوجة بين القيم الأصيلة المعبرة عن ثقافة موروثة قادرة على الاستمرارية بفضل عناصر القوة التي تتضمنها، وبين القيم الحداثية المنتصرة للمرأة، والمثمنة لأدوارها، والساعية لإنصافها. واعتبرت النساء الإتحاديات، أن الاستقبال الملكي لهؤلاء الأمهات هو اعتراف بالأدوار التي تقوم بها المرأة داخل الأسرة، سواء على مستوى العمل المنزلي الذي للأسف لا يتم تثمينه، أو على مساهمتها في تحمل الأعباء المادية والتربوية. ووصفت منظمة النساء الإتحاديات الاحتفاء الملكي بأمهات اللاعبين، وخصوصا اللاعبين المنحدرين من الهجرة الأوروبية هو تكريم للأدوار الكبيرة والتضحيات الفضلى لهذا الجيل النسائي الذي كان مكونا أساسيا من مكونات الهجرات المغربية الأولى بعد الاستقلال، واللواتي عانين الكثير في سبيل تربية أبنائهن، وتوطيد عرى انتمائهم لوطن الجذور والانتماء الأول والهوية. إذ كان لافتا ذلك التعدد الخلاق الذي جسدته الأمهات، لا من حيث الانتماء الجيلي، أو الانتماء المناطقي، والتعبيرات واللكنات، والذي يعبر عن الفرادة المغربية حيث يتأطر التنوع ضمن الوحدة الوطنية، وحيث التمايزات الثقافية تنصهر في بوتقة الروح الوطنية الجامعة. واعتبرت منظمة النساء الاتحاديات، أن الاستقبال الملكي الذي يأتي خمسة أشهر بعد الخطاب الملكي الداعي لتعديل مدونة الأسرة بما يحقق الإنصاف والمساواة، يجب أن يكون دافعا لباقي المؤسسات الوطنية والمنتخبة، وفي مقدمتها الحكومة والبرلمان، من أجل الإسراع بتجديد المنظومة التشريعية لجعلها أكثر إنصافا للنساء، وللتفكير في المزيد من البرامج الاجتماعية التي تضمن الحماية لهن، وخصوصا للنساء المتقدمات في السن، واللواتي لا يتوفرن على ما يمكنهن من العيش بكرامة. كما أشادت المنظمة بهذه الإيلتفاتة معتبرة إياها إشارة واضحة لأهمية النهوض بالأسرة المغربية باعتبارها حلقة مركزية في أي مشروع تنموي يروم تنمية الأفراد والمجتمع، وحقنه بالقيم الإيجابية التي تفتح نوافذ الأمل والنجاح.