يبدو ان خطاب الملك محمد السادس يوم الجمعة 20 غشت المنصرم بمناسبة تخليد الذكرى 68 لثورة الملك والشعب قد أتت ثمارها من خلال المفاوضات السرية التي أجراها رئيس الدبلوماسية الإسبانية الجديد خوسي مانويل ألباريس مع المسؤولين المغاربة لفتح حوار بلا حدود أو قيود حول سبتة ومليلية المحتلتين وقضية الصحراء المغربية والتي كانت من الطابوهات السياسية تكتب جريدة el Español في عددها الصادر ليوم أمس الاثنين. وقد عبر الملك محمد السادس في خطابه الأخير عن رغبته في مواصلة العمل مع الجار الإسباني ورئيس حكومتها الاشتراكية بيدرو سانشيز لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين والتي ستكون أكثر قوة من ذي قبل . وقد كشفت صحيفة el español المقربة من قصر مونكلوا أن مدريد تستعد لطرح حوار مفتوح مع الرباط بدون اي قيود لمناقشة مستقبل الثغرين المحتلين وموقف اسبانيا من الصحراء المغربية . وفي السياق ذاته فاءن طرح هذه الملفات التي كانت منذ عهد قريب من الطابوهات المحرمة لدى مدريد وبحسب مراقبين فاءن هذا التحول جاء من خلال المتغييرات الجيوسياسية بالمنطقة بعد اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء وتحول المغرب كقطب اقتصادي إقليمي هام بالمنطقة والذي يمكن أن يفقد إسبانيا امتيازاتها الاقتصادية بالمغرب باعتبارها الشريك التجاري الأول للمغرب خاصة مع ظهور إرهاصات قوية لدخول قوى اقتصادية جديدة للاستثمار بالصحراء كالشركات الأمريكية و البريطانية والصينية والروسية إضافة إلى تعزيز التعاون المغربي الإسرائيلي في جميع المجالات اقتصاديا وتقنيا . ويمكن القول إن استراتيجية المغرب الجديدة في تنويع شركائه الاقتصاديين دون الاعتماد على الاتحاد الأوروبي كانت رسالة واضحة إلى مدريد بأن قواعد اللعبة بين ضفتي المضيق قد تغيرت وحان الوقت للجلوس على طاولة الحوار لمناقشة المواضيع الساخنة وتعزيز اتفاقية التعاون والصداقة خلال العقد القادم على أسس جديدة ،إطارها الثقة المتبادلة بما يخدم مصلحة البلدين.