تغلق سفينة الحاويات العملاقة إيفر غيفن قناة السويس، أحد أكثر الممرات المائية ازدحامًا في العالم، منذ ما يقرب من أسبوع. لكن بدا اليوم الاثنين 29 مارس أن الأزمة في طريقها للحل مع إعلان هيئة قناة السويس أن السفينة صارت بنسبة 80% في "الاتجاه الصحيح". ما الذي نعرفه عن هذه الحادثة انحرفت السفينة التي يبلغ طولها 400 متر وتزن 220 ألف طن عن مسارها الثلاثاء الماضي، وسدت السفينة إيفر غيفن وهي بعرض 59 مترًا وارتفاع 60 مترًا مع حمولتها القناة بالقرب من مدينة السويس، مما أدى إلى قطع حركة الملاحة تمامًا بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، في الاتجاهين. في حين عُزي الحادث في البدء إلى الرياح القوية المصحوبة بعاصفة رملية، قال رئيس هيئة قناة السويس اللواء بحري أسامة ربيع في وقت لاحق إن الظروف المناخية القاسية لم تكن السبب الوحيد الذي جعل السفينة تغوص في أرض القناة. وأشار السبت إلى احتمال وجود خطأ بشري أو فني وراء ذلك أيضًا، أما أفراد الطاقم البالغ عددهم 25 فردًا، فقد خرجوا سالمين من الحادث، وفقًا لشركة "برنهارت شولته شيبمنجمنت"، التي تؤمن الإدارة الفنية للسفينة ومقرها في سنغافورة. ولم يُسجل أي تلوث أو تلف في البضائع الموجودة داخل أكثر من 20 ألف حاوية. يمر عبر القناة، وفقًا للخبراء، ما يقرب من 10% من التجارة البحرية الدولية. وذكرت هيئة قناة السويس أن ما يقرب من 19 ألف سفينة عبرت القناة في عام 2020. دشنت القناة عام 1869، وشهدت منذ ذلك الحين عدة مراحل من التوسيع والتحديث. وأدى شقها إلى تقليص المسافات بشكل كبير بين آسيا وأوروبا، بنحو ستة آلاف كيلومتر بين سنغافورة وروتردام على سبيل المثال. أغلقت القناة في الماضي خاصة خلال أزمة السويس عام 1956 عندما أغرقت السلطات المصرية عددًا من السفن. ونتيجة للحادث الأخير، هناك أكثر من 400 سفينة، بينها سفن شحن تنقل الماشية والنفط الإيراني تنتظر على طرفي القناة الاثنين، وفقًا لرئيس الهيئة. تسبب الإغلاق في تأخير تسليم النفط والسلع الأخرى، مما أثر على أسعار الذهب الأسود التي ارتفعت في أواخر الأسبوع الماضي. لكن الخبراء يؤكدون أن المخزونات كافية وهناك مصادر أخرى للإمداد. ولكن بعض الدول تأثرت بصورة ملموسة مثل سوريا التي أعلنت السبت أنها بدأت تقنين توزيع المحروقات بسبب تأخير تسليم شحنة تنتظرها. من جهتها، شددت الهيئة على أن مصر تخسر ما بين 12 و14 مليون دولار (10 إلى 11,8 مليون يورو) في اليوم بسبب الإغلاق، بينما تقدر مجلة "لويدز ليست" المتخصصة أن سفينة الحاويات تعطل كل يوم مرور بضائع بقيمة نحو 8,1 مليار يورو. وذكرت شركة التأمين أليانز أن كل يوم من التعطيل "يمكن أن يكلف التجارة العالمية ما بين ستة وعشرة مليارات دولار". واختار العديد من عمالقة النقل البحري، مثل شركة "مايرسك" الدولية و"سي أم آ سي جي أم" الفرنسية تحويل بعض السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح – وهو التفاف قد يصل إلى 9000 كيلومتر – أو سبعة أيام أخرى على الأقل من الملاحة. أعلنت هيئة قناة السويس الخميس أن حركة الملاحة البحرية "متوقفة مؤقتًا"، فيما قالت الشركة التي تم تكليفها "بإنقاذ" السفينة إن الأمر سيستغرق "أيامًا أو حتى أسابيع". فشلت أول عملية إنقاذ نفذت الجمعة. وفي اليوم التالي، قال ربيع إن السفينة "تحركت 30 درجة يمينًا ويسارًا" للمرة الأولى، في ما أكد أنه "مؤشر جيد". لكن التطور الأهم سُجل في ساعة مبكرة من صباح الإثنين، عندما أعلن اللواء بحري ربيع أن السفينة وضعت بنسبة "80% في الاتجاه الصحيح". وقالت هيئة القناة إن "مناورات إعادة التعويم" ستستأنف عندما يزيد تدفق المياه مرة أخرى بفعل حركة المد في القناة في الساعة 11:30 بالتوقيت المحلي (09:30 بتوقيت غرينتش)". قبل ذلك بوقت قصير، أبلغت الشركة اليابانية المالكة للسفينة أن السفينة العملاقة "استدارت" لكنها لم تطفُ بعد، وبمجرد تعويم السفينة، سيستغرق عبور السفن المنتظرة للقناة ثلاثة أيام ونصف تقريبًا، وفق رئيس هيئة القناة. (Visited 1 times, 1 visits today)