يعرف مركز أمتار الواقع على ساحل إقليمشفشاون جملة من الإصلاحات المهمة على مستوى البنية التحتية, الأمر الذي استبشرته الساكنة خيرا؛ وإنه لَمِنَ الجميل أن ينال هذا المركز كل تلك المشاريع الكبيرة دفعة واحدة, وهي أكبر حصة تُوَجَّهُ لجماعة أمتار من الميزانية التي خُصصت لتنمية دائرة الجبهة, والتي جاءت بأوامر ملكية نتيجة تواجده قبالة شواطئ الجبهة وأمتار صيف 2018, ولذلك ستنقل أمتار نقلة سريعة نحو عالم التحضر. ولعلَّ أهمَّ هذه المشاريع التي استفاد منها مركز أمتار كما يلي: "وادي الحار، محطة معالجة المياه العادمة، جمع مياه الأمطار، مركز للتعليم الأولي، مدرسة ابتدائية مستقلة، ثانوية تأهيلية، مكتبة عامة، دار الطالبة، تهيئة الشوارع، الإنارة العمومية، المركز الصحي، ملعب القرب، تغيّير قنوات الماء الصالح للشرب, وإلغاء الأعمدة الإسمنتية للكهرباء، بينما الكورنيش ودار الشباب ونادي النسوي في الطريق إلى الإنجاز". لكن الملاحظ والمؤسف في الأمر, أن بعضا من هذه المشاريع والتي تتعلق بمشروع "جمع مياه الأمطار" مع الأسف الشديد لا تتماشى مع الخطط الهندسية المطلوب تطبيقها على أرض الواقع، إذ لم تراعِ شروط السلامة, ممّا قد ينجُم عنها إثر التساقطات المطرية أضرارا كبيرة؛ فطريقة ربط البالوعات ببعضها البعض بقنوات ضيقة وسط المركز كحلِّ ترقيعيٍّ لإصلاح الأخطاء التقنية الفادحة التي ارتكبتها المقاولة التي فُوِّض لها مشروع جمع مياه الأمطار, قد تحوِّلُ الشوارع إلى بحيرات؛ لأنها لا يمكن أن تتحمل حمولة أكبر من المياه عند التساقطات الغزيرة. ثم إنّ بناء مخارج مياه الأمطار في الشاطئ, في فم أمواج البحر مباشرة لَخطأ قاتل, لا يغتفر، إذ يستوجب التدخل العاجل لإبعادها عن البحر, وفتح مجاريها. ولعلَّ الشاهد في الأمر اختفاء أثر هذه المخارج كُلِيًّا بعد شهرين من انتهاء الأشغال, والغريب في الأمر أن المشروع قد خضع للدراسة قبل الإنجاز. لكن, وعلى ما يبدو أنها مجرد دراسة صورية وحسب, إذ لا تتماشى مع الطبيعة البحرية والتغيُّر المناخي الذي يعرفه البحر بمركز أمتار. وما يثير التساؤل والتعجب في آن واحد, هو غياب دور الرقابة الحقيقية المحلية؛ لا على مستوى المجلس الجماعي الغارق في السبات, ولا على مستوى السلطات المحلية, ونتيجة سياسة اللامبالاة التي ينهجُها المسؤولون في حقِّ هذه المشاريع المهمة؛ فإن إبقاء هذه المخارج مغلقة وفي هذه الأمكنة ستتضرر على إثرها الشوارع والكورنيش والملعب, وقد تتضرر الساكنة أيضا!