إحتدم مؤخرا السجال حول خرجات المحامي وزير حقوق الإنسان السابق محمد زيان ، مؤسس الحزب المغربي الحر، وظلت مواقفه وخرجاته عبارة عن مشاهد مسترسلة أسالت الكثير من المداد ، سواءا منها فيما يتعلق بدفاعه عن بعض موكليه ، أو المصطلحات التي يستعملها في إنتقاده لبعض الإجراءات القضائية ، أو الأمنية ، أو تصريحاته الإعلامية التي لاتخلو من الإنتقادات اللاذعة ، والتي لاتستسيغها الجهات الموجه إليها الإنتقاد. هذا وبقدر ما توالت مواقف و خرجات محمد زيان ، قابلتها أيضا إجراءات ضده متتالية ،فقد أدانته إبتدائية الرباط في ماي 2019بسنة سجنا موقوف التنفيذوغرامة مالية عشرون ألف درهم ، على خلفية ملف الصحافي بوعشرين بعد العثور على الشاهدة آمال الهواري مخبأة بالصندوق الخلفي لسيارة داخل مسكن زيان ، ثم إعتقال إبنه رفقة 11متورطا آخرين في قضية الكمامات المزورة بعد شكاية مصحة طبية بمراكش ، والحكم عليه بتلاث سنوات ، ثم توقيف زيان لمدة سنة عن مزاولة مهامه كمحام منذ يوليوز الماضي بعد إتهامه النيابة العامة بتزوير محضر رسمي ضد توفيق بوعشرين ، فاعتبرت حينها مرافعاته أنها خارج السياق ، إلى أن برز شريط فيديو _ لازال موضوع نقاش _ لمحمد زيان وهو في وضع مخل بالحياء إلى جانب ضابطة الشرطة المعزولة وهيبة خرشيش الموجودة بأمريكا ، وهو الفيديو الذي صرح بشأنه محمد الدخيسي مدير الشرطة القضائية بالمديرية العامة للأمن الوطني أن النيابة العامة فتحت بشأنه تحقيقا، بعدما أحدث ضجة كبرى وجه خلالها زيان أصبع الإتهام للأجهزة الأمنية والموقع الذي نشر الفيديو ، في حين سبق للمحامي الحسيني كروط أن أكد أن وهيبة خرشيش هي من فبركت الفيديو لإيهام الرأي الوطني بأن جهة معينة هي الفاعلة واصفا _ الحسيني _ العمل الذي قامت به بالدنيئ ، غير أن محمد زيان كان له رأي آخر ، حيث طالب بحل جهاز المخابرات في إشارة منه أنه كان وراء العملية . وتكتمل محطات مواجهة محمد زيان، لكن هذه المرة سياسيا ، ومن داخل بيت الحزب المغربي الحر ،وبعد ظهور حركة سميت بالتصحيحية ، إنعقد نهاية شهر يناير المنصرم بمدينة الخميسات ، مؤتمر إستثنائي ، صادق خلاله المؤتمرون على إنتخاب إسحاق شارية أمينا عاما بعد تنازل يوسف خودار عن ترشحه لصالح إسحاق ، وتم خلال هذا المؤتمر الإستثنائي تغيير رمز الحزب برأس الأسد فقط ، عوض شكل الأسد كاملا كما كان عليه . زيان ، وكردة فعل عما جرى ، أبدى رفضه التام لهذه النتائج ، مؤكدا أنه سيواصل مواجهاته لخصومه عبر القضاء معتبرا ماجرى بالخميسات عملا فاقدا للشرعية . وعلى ضوء هذه المعطيات ، وبعد رفض زيان إجراء مواجهة أو أية مناظرة صحفية بينه وبين إسحاق شارية ، لإجلاء حقيقة ماوقع بالحزب ، أجرت كاب 24 تيفي ، حوارا منفصلا مع كل منهما لصياغة مادة متكاملة والرد على الأسئلة المماثلة التي تصب في موضوع المؤتمر الإستثنائي، واستغلالها كمناظرة إفتراضية . هذا وقد كان من بين أبرز التساؤلات التي طرحت على كل من الأستاذ محمد زيان وإسحاق شارية ، تلكم المتعلقة بردود فعل الإعلامية واخرى السياسية التي تشير إلى أن شارية خان جميل زيان قبل خيانته للحزب ، وهل يرى زيان أن شارية إغتنم فرصة الأجواء المتوترة بينه و الداخلية لتنظيم المؤتمر الاستثنائي ؟، و ماهي الأسباب التي دفعت يوسف خودار التنازل عن المنافسة للأمانة العامة للحزب هل شعوره بالذنب أم مناصرة منه لشارية؟ كما تم التساؤل مع زيان الذي ظل على رأس الحزب عشرين سنة ، عن اتهامه بالاستحواذ والتسيير المنفرد خلال هذه المدة ، وهل كان حينها شارية ضمن من جددوا تقثهم فيه لتولي الأمانة العامة لهذه المدة ؟ كما تسائلت كاب 24 تيفي مع شارية عن تهنئة رئيس الحكومة له والتي نفتها جهة موالية لسعد الدين العثماني جملة وتفصيلا ، وهل توصل الأمين العام المنتخب الجديد بتهاني من جهات رسمية أخرى معينة . كما طلبت كاب 24 تيفي من محمد زيان إجراء مناظرة صحفية مع إسحاق شارية ، غير أنه رفض ذلك . زيان في معرض جوابه عن سؤال ، يتعلق بطلبه حل أحد الأجهزة الحساسة بالبلاد، هل كان وراء الإنتفاضة التي عرفها الحزب المغربي الحر ؟ أكد أنه لامشكلة له مع وزارة الداخلية ، ولا الوزير لفتيت . أما عن عن توالي بيانات التنديد والتي لازالت مستمرة من طرف تنسيقيات جهوية للحزب حول هذا المؤتمر الإستثنائي فقد كان لكل من شارية وزيان تعليق خاص به ، تجدونه بالشريط المصور . كما نفا زيان أن يكون شارية تلميذا له ، وإذا إعتبر كذلك _ حسب زيان _ فإنه أخطأ تربيته ، مضيفا أن الطعون المقدمة أمام القضاء ، والإحتجاجات العارمة التي لازالت متواصلة من لدن التنسيقيات الإقليمية والجهوية للحزب تفيد الرفض العارم لما وقع بالخميسات ، وأن الوجوه والأسماء التي ظهرت إبان هذا المؤتمر _ يقول زيان _ لم يسمع بها من قبل ولاعلاقة لها البتة بالحزب ، وخلص للحديث عن مشهد مقزز ظهرت فيه والدة أحد الداعين للمؤتمر وهي تتشاجر مع بعض المؤتمرين حول مبالغ مالية تم توزيعها ، فيما ظهر شخص آخر ووجه ملطخ بالدماء ، معربا عن أسفه لمثل هذه الوقائع التي تسيئ للمشهد الديمقراطي ببلادنا ،وإنتقد كذلك خروج بعض الإعلاميين والمواقع الإخبارية لترويج أحداث إعتبرها مجانبة للصواب . تابعوا المناظرة الحصرية الإفتراضية بين زيان وشارية من إنتاج موقع كاب 24 تيفي بالفيديو الموالي :