استعمرتنا فرنسا ، وناضلنا جنبا إلى جنب حتى أخرجناها من الباب ، ثم ناضلنا جنبا إلى جنب لندخلها مرة أخرى من النافذة ، لنرسل بذلك أبأس آيات الفقصة وأكفس أساليب الشمتة إلى الشهداء الذين ضحوا بدمائهم وقدموا في حياتهم كل غال ونفيس من أجل أن يستقل الشقيقتان . وبعد الاستقلال حاربنا الشرفاء وكل من تسري في دمه خصال من حب الوطنية وتغليب مصلحة الوطن على المآرب الشخصية وغيرها من الخصال الحميدة وفضلنا أن تتعاقب علينا هاهنا حكومات رأسمالها كذب وزور وبهتان وأبطالها تماسيح وعفاريت نهبوا اللحم والخبز والزيت ، وفضلوا هم هناك أن يحكمهم الفاسدون من العسكر الذين جثموا على أنفاسهم ، لنعيش وإياهم عقودا من الفقصة وسنينا من الشمتة ما بعدها شمتة . واليوم هاهم ساستنا وساستهم يفتحون معا حدود السماء لاستعمار جديد ضاربين بعرض الحائط كل اختلافاتنا الحادة ، و مدابزاتنا المتكررة ، وصراعنا التاريخي ، ليدخلوا الفقصة إلى قلوب هناك وعقول هنا لطالما شمتت في مثل هذه المواقف السياسية الصعبة . حتى في كرة القدم ، تلك " الجلدة " التي تحولت إلى أفيون للشعوب المتطورة ومعجون للشعوب المتخلفة ، سيّرها عندهم مفسدون ما صنعوا إلا وهما نفخوه وزادوه نفخا فهو يتفرقع في وجوه البائسين مع كل مناسبة ودية ورسمية ، ونفس الأمر عندنا فكرتنا سيّرها من ساسِها لراسها أناس آمنوا بسياسة " كور وعطي لعور " فصنعوا لنا مجدا خياليا وحلما ضائعا استنزف ومازال يستنزف ملايير الدراهم ، وما نجح هؤلاء هنا ولا أولئك هناك إلا في إنتاج الفقصة وترك كل شعب يعيش في شمتة أمر من شمتة أخيه . هذه السنة ، ترشحنا وإياهم للكان ، رشحنا من لا يعرف أحوالنا وأحوالهم للعب أدوار مهمة في الكأس الإفريقية ، بل وهناك من جعلنا قبل انطلاقة الكان في النهاية مع إخواننا ، ولأننا وهم شعارنا المتفق بيننا " فقص اللي ما يتفقص " ،فقد فرجنا بصدق الجميع علينا وأمتعنا المشاهدين في أنحاء العالم ، وهكذا انهزموا هم في مقابلتين متتاليتين ليكونوا أول المغادرين بعدما كانوا أول الواصلين لأرض البافانا بافانا ، وتبعناهم نحن لنكون ثاني فريق يودع البطولة حتى وإن لم يخسر أي مقابلة ... باش تشوفوا الزهر العوج اللي عند بابانا وباباهم . يا سادة نحن والجزائر ، شعب واحد لا اثنين ، والدليل أننا سنقلع في نفس الوقت من نفس المطار ، لنحلق بعيدا عن أجواء الانتصارات والاحتفالات ولنؤكد للعالم أجمع أن الفقصة توحدنا والشمتة تجمعنا .... والله ياخذ الحق في الليّ كان سباب .