في الثرات المغربي وبالضبط في خانة الأمثال " الدارجة " يوجد مثل قديم أجده يناسب وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك عبد العزيز الرباح الذي تزعم في إطار التضامن الحكومي حملة الذود عن حوض الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة، السيدة حكيمة الحيطي بعدما تحول إلى مستنقع آسن تزكم روائحه الأنوف وحاوية تلقى فيها أزبال الطاليان ومن " كبرنا " لهم بفساد مسؤولينا الشآن . المثل يقول : قالوا شكون يشهد ليك العروسة ؟قالت ليهم : أمي وخالتي والحزارة جارتي " ، ولا نفتري على معالي الوزير إذا ما ربطنا هذا المثل بخرجته الأخيرة دفاعا عن الصفقة المشبوهة التي جعلت من المغرب أنموذجا للبلدان التي يتحول فيها المناضل ضد الفساد إلى مدافع عنه ومشارك فيه ، فالوزير الذي ما أفلح في تجهيزه للتجهيز وما نجح في القضاء على الفساد الذي ينخر وزارته من ألفها إلى يائها تقمص دور الدون كيشوت دي لامانشا وتأبط سيوفا متنوعة وعوض أن يحارب طواحين " الطاليان " اختار محاربة المشككين في تبريرات زميلته في الحكومة بخصوص عملية استيراد 250 ألف طن من أزبال الطاليانيين ، ونسى أو تناسى أنه يخاطب شعبا من الفايسبوكيين شعارهم " البق ما يزهق " فلجأ إلى نظرية المؤامرة واتهم من يخوض في هذه الفضيحة البيئية ب " الهجوم على المغرب الذي يلتزم بكل المعاهدات الدولية ويملك ميثاقا وطنيا للبيئة وينهج سياسة إعادة تدوير النفايات بكل اصنافها اما لاستخراج الطاقة او منتوجات أخرى أقل كلفة واكثر حماية للبيئة " ، وليوهم قراءه ومتتبعيه على الفيسبوك أنه على حق اتهم جمعيات البيئة ب "الانقلاب على مواقفها السابقة بعدما كانت تدافع عن اعادة تدوير النفايات خاصة الخطيرة منها في المصانع بكل اصنافها " ، و " الكذب على الراي العام بالحديث عن صفقة سرية ابرمتها الوزيرة مع العلم أن هناك اتفاقية مع شركات الاسمنت والاستيراد يحصل مند اكثر من عقد ويخضع لكل الاجراءات الادارية اللازمة”. الوزير الشجاع تساءل في معرض تلاعبه بمصطلحات بيئية عن سر تغافل بعض الجهات عن النجاح الذي "بدأت تحققه سياسة اعادة تدوير النفايات بكل اصنافها في بعض المدن المغربية لتقليص الكلفة وحماية البيئة وهل تزعج هذه السياسة بعض الاطراف؟ " ، وختم استفساره " الملغوم " بالادعاء أنه يريد " أن يفهم "!!!!، وتلك طامة ما بعدها طامة ، فعندما يكون الوزير الذي يحمل حقيبة وزارية " ثقيلة " لا يفهم ما يجري حوله من اتفاقيات ولا يدرك ما يعقد باسم الحكومة التي يشارك فيها من صفقات ومعاهدات ، ويطلب من المواطن البسيط أن يفهمه ما لم يفهم مع التشكيك المسبق في نية المواطن وعدم السماح له برأي مخالف لمعاليه فكن على يقين أن الحكومة التي تمنح لوزير كهذا حقيبة كالتي يتقلدها هي حكومة فاسدة ومفسدة تسيئ للبلد وللمواطن في آن واحد . هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الرباح " الشاكر لعروس الأزبال " والساكت عن صمت الحكومة تجاه هذه القضية جاء يكحلها فعماها ، شأنه في ذلك شأن المدافعين عن الحيطي من أتباع حزب العدالة والتنمية وأنصار الحكومة ،فالمسكين حاول إخراج الوزيرة بأقل الأضرار الممكنة وليس ذلك كما ادعى أنه من باب التضامن الحكومي ، ولكن حتى لا تمس النيران المشتعلة في وزارة الحيطي تلابيب شركات الاسمنت المتورطة في هذه الفضيحة التي تعتبر العمود الفقري لأوراش وزارته الكبرى ، وهذا ما لم يستطع قوله أو الاشارة إليه . ياسادة وراء التضامن ما وراءه من " تلوث " و" فضائح " و"مخازي " و" قرينة كحلة " ، وحتى لا يشعر الرباح بالغبن من جراء انفراده بالشكر البين للعروس ، فإنني أورد هنا من باب التنفيس عليه أسماء وزراء آخرين من نفس الحزب الذي ينتمي إليه تضامنوا بطرق غير مباشرة مع الحيطي وشكروا سعيها " المزبل " ، وعلى رأسهم بنكيران الذي ابتلع لسانه " الطويل " ودخل " سوق جواه " ، يليه مصطفى الخلفي الذي " ترجل " على غير عادته ففسح المجال للقنوات التلفزيونية كي توضح للشعب أن زبل الطاليان " زوين وغزال ونقي وصالح للأكل والهضم " ، ثم الوزير المكلف بالبيئة " اعمارة " الذي التزم الصمت وما درى أن التاريخ علمنا أنه " عندما يحل الصمت محل قول الحقيقة ، يصبح الصمت كذبا " ....وحبل الكذب قصير لويعلمووووووون . ... ملحوظة : #المغرب_ماشي_زبالة و #حنا_ماشي_زبالة