تفاصيل جديدة عن الانتحارية ذات الأصول المغربية، التي فجرت نفسها بحزام ناسف كانت ترتديه أثناء حصار منزل في مدينة "سان دني" الفرنسية، تفيد بأنها زارت والدها في المغرب في عيد الأضحى الماضي. فالفتاة التي تدعى حسناء آيت بولحس (26 عاماً) كانت زارت والدها قبل عامين في منطقة "آيت أورير" ب"الحوز" الواقعة قرب مدينة مراكش (جنوب المغرب). وظهرت حينها وهي ترتدي النقاب الأفغاني الأمر الذي كان ملفتاً لأهالي المنطقة بحسب مصادر مقربة تحدثت ل"هافينغتون بوست عربي" وفضلت عدم ذكر اسمها لأسباب أمنية. الزيارة المفاجئة للفتاة وقبل نحو 3 أشهر من تنفيذ هجمات باريس، دفعت البعض من أهالي المنطقة للاعتقاد بأنها ربما كانت تقوم بزيارة الوداع الأخيرة خاصة أنها كانت مقلة في التردد إلى والدها رغم سفرها المتكرر للمغرب. وإذا صدقت هذه التكهنات، فإن توقعات المحللين بأن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) قد خطط لهجمات باريس منذ وقت طويل، صحيحة، خاصة أن الفتاة كانت تقضي معظم زياراتها إلى المغرب لدى أسرة والدتها في نواحي منطقة أغادير، وليس في مسقط رأس والدها. إلا أن والد الفتاة بحسب مصادر تحدثت إليه، ونقلت ذلك إلى "هافينغتون بوست عربي"، أكد أنه لم يلحظ على ابنته خلال زيارتها "سلوكيات تدل على تطرفها، أو انخراطها في صفوف تنظيمات متطرفة". ويبدو أن هذه الشكوك دفعت السلطات الفرنسية للطلب من المغرب إرسال الأب محمد آيت بولحسن إلى باريس بهدف التحقيق معه، بحسب المصادر المقربة. بولحسن الذي تقاعد بعد سنوات طويلة من العمل في فرنسا، انفصل عن زوجته قبل 10 سنوات لينتقل بعدها إلى الإقامة في منطقة كروتز والد"، على الحدود الفرنسية – الألمانية، ثم ظل متنقلاً بين المغرب وفرنسا إلى أن قرر قبل 6 أشهر أن يستقر في مسقط رأسه ب"الحوز" المغربية، بينما ظلت الفتاة مع والدتها في باريس. وتعد منطقة "الحوز" بضواحي مدينة مراكش المغربية، واحدة من المناطق التي عرفت التحاق بعض أفرادها بتنظيم "داعش". يذكر أن حسناء آيت بولحسن، من مواليد سنة 1989 في منطقة "كليشي لاغارين" بالعاصمة باريس، حسب ما نشرته الصحافة الفرنسية، وقد كانت تعبر دائماً عن "رغبتها في الالتحاق بالجهاديين. وذكرت تقارير فرنسية مختلفة أن الفتاة هي ابنة عمة البلجيكي عبدالحميد أبا عوض (وليس أباعود)، العقل المدبر لهجمات باريس، وأعلنت النيابة الفرنسية الخميس عن مقتله.