يد ما قبل 1980 فربما تكون حظيت بفرصة مشاهدة الحدث الفلكي المرتقب فجر الاثنين، الأول منذ 30 سنة تقريباً، وهو أن يطلّ القمر مخسوفاً وبحجم أكبر مما نراه في الأيام العادية 3 مرات. وإذا فاتتك الظاهرة الاثنين، فانتظر حتى 2033، لعلك تحظى بمتابعة هذا الحدث، التي تبثه وتعلق عليه وكالة ناسا على النت، بثاً مباشراً. ووفقاً لما ذكرته الوكالة على موقعها، فإن معاينة هذه الظاهرة الفلكية النادرة، والتي تسمى “القمر الدموي” ستكون متاحة في الأميركيتين وأوروبا وإفريقيا وغرب آسيا وشرق المحيط الهادئ، عند 2:11 بتوقيت غرينتش. تاريخياً، كان ينظر إلى خسوف القمر، ومثله كسوف الشمس، على أنه ظاهرة مخيفة، قبل أن يفك البشر شيفرة الظاهرة، وهي مرور القمر كلياً أو جزئياً من تحت ظل الأرض. ورغم أن خسوف القمر يحدث مرتين سنوياً فإن الغريب في هذه الظاهرة – التي تستمر ساعةً و12 دقيقة – هو تزامنها مع أخرى تدعى “القمر العملاق”، أي أن يكون الدائر حول الأرض في أقرب نقطة منها، لينتج “القمر الدموي”. وعلى جماليتها، حيث تنظم رحلات جوية للاستمتاع بالظاهرة، فهي مقياس طبيعي لتلوث الغلاف الجوي أيضاً بالنسبة للباحثين. ويوضح المختصون ذلك بأن القمر ليس مضيئاً بذاته، بل عاكسا لأشعة الشمس التي تصله ثم تنكسر بالغلاف الجوي، خلال طريقها إلى الأرض. وهذه الألوان التي يحملها الضوء تخضع لعملية فلترة في هذا الغلاف السميك باستثناء الأحمر الذي ينعكس فيجعل القمر بنياً داكناً أو أحمر قانياً، أثناء هذا الحدث، الذي تكرر 5 مرات فقط في القرن الماضي: 1910 و1928 و1946 و1964 و1982. أما الذي يخشاه العلماء فهو إطلالة القمر أقل دمويةً، بلون فاتح، ما يؤشر إلى أن مستويات التلوث عالية، حيث يتم امتصاص الأحمر مع بقية الألوان. وخلافاً لكسوف الشمس، فإنه يمكن إطالة النظر إلى القمر في حالته تلك بدون نظارات، فليس هناك إشعاعات ضارة تصل الأرض وقت الخسوف المرتقب.