دخلت قضية اتهام مستشار سابق بحزب العدالة والتنمية بالمس بالمقدسات، بعد تلفظه بكلام نابي في حق الملك محمد السادس، منعطفا خطيرا بعدما حركت النيابة العامة تحقيقا في موضوع شكاية تقدم بها أحد عمال النظافة بالقنيطرة موثقة بتسجيل صوتي يهدد فيه اليد اليمنى لعزيز رباح المعني بالأمر بسيل من التهجم والتهديدات بأوخم العواقب إذا لم يصوت على لائحة «المصباح»، التي تزعمها عزيز رباح، رئيس بلدية القنيطرة ووزير التجهيز والنقل في حكومة بنكيران خلال الانتخابات الجماعية. وعلمت «الأخبار» أن وكيل الملك أعطى تعليماته للشرطة القضائية للتحقيق مع هشام عبيل حول الشريط والكلام المنسوب إليه، الذي تطاول فيه على شخص الملك عندما ذكر له العامل أن الأوراش المنجزة بمدينة القنيطرة هي من قبل الملك مما رد عليه بعنف المستشار السابق بالمس بشخص عاهل البلاد بشكل يمنع الحياء من ذكره في هذا المقال، وهو مسجل في شريط صوتي انتشر بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نفى المقرب من عزيز رباح أية علاقة للملك بهذه الأوراش التي نسبها لنفسه وحزبه. وقد انفجرت هذه الفضيحة بعدما كان المستشار المذكور يقود حملة لصالح رباح وكان ضمن اللجنة التنظيمية التي سهرت على تنظيم جميع المهرجانات الخطابية والتجمعات التي كان يعقدها حزب العدالة والتنمية، حيث إن الشخص المذكور كان دائم الوجود بالمنصة خلف وزير التجهيز والنقل بحكم ربطه لشبكة من العلاقات المصلحية مع مقاولين ورجال أعمال وعضو بفريق النادي القنيطري لكرة القدم. وقد خرج عزيز رباح في تدوينة على صفحته بموقع «فايسبوك»، مؤكدا على أن العضو السابق بمجلس بلدية القنيطرة معروف عنه طيشه وعدم انضباطه ويقوم بسلوكات لامسؤولة، محاولا تجنب تورطه في هذه الفضيحة، ونفى علاقة صديقه بالحزب قائلا، إنه لم يترشح باسم الحزب رغم شعبيته وحيويته للأسباب المذكورة، في حين كشفت مصادر مطلعة من البيت الداخلي للحزب أن المستشار المذكور رفض الترشح باسم حزب المصباح بسبب الرتبة التي أعطيت له في آخر اللائحة. يذكر أن المصالح الأمنية استمعت إلى هشام عبيل في قضية المس بالمقدسات في شخص ملك البلاد ساعات طويلة يوم السبت الماضي، وواجهته بالشريط المسجل بعدما استمعت سابقا لعامل النظافة في الشكاية التي تقدم بها أمام أنظار وكيل الملك، حيث البحث ما زال جاريا في الموضوع في انتظار عرض محضر الاستماع على المحكمة للبت فيه. وكشفت مصادر مطلعة ل «الأخبار»، أن قيادات في العدالة والتنمية دخلت بثقلها لتطويق هذا الملف حتى لا يفسد عليها فرحتها بالفوز في الانتخابات الجماعية، حيث تكثف الضغط على عامل النظافة وعلى عائلته من أجل التنازل عن الشكاية. وفي الوقت الذي تبرأ فيه عزيز الرباح من هشام عبيل، وقال إن هذا الشاب لم يعد عضوا في الحزب ولم يرشح من طرف الحزب في هذه الانتخابات، وذلك بعد التحقيق معه من طرف الشرطة القضائية، سارع مصطفى بابا الكاتب العام السابق لشبيبة العدالة والتنمية وعضو ديوان الرباح، للدفاع عنه، ونشر في تدوينة على صفحته الفايسبوكية، أن عبيل كان مستشارا جماعيا في الولاية السابقة وشاءت الأقدار وفرضت الديمقراطية الداخلية إبعاده من اللائحة، واعتبره «مناضلا حقيقيا رفض كل عمليات التوظيف والإغراء التي عرضت عليه ورفض أن يلتحق بلوائح أحزاب أخرى ونزل في الحملة الإنتخابية بكل ثقله يدعم لائحة الحزب الذي أحبه واختاره»، مشيرا إلى أنه لازال عضوا داخل الحزب ويدافع عنه.