سارع مسؤولون كويتيون إلى إطفاء غضب واحتجاج الوفد المغربي الذي يشارك في الدورة الثانية والأربعين لمنظمة العمل العربية، الذي ينعقد في الفترة بين 18 و25 أبريل الجاري بالكويت، بسبب عبارة وردت في كُتيب تم توزيعه على الحاضرين، يشير إلى وجود "الجمهورية الصحراوية". وأوردت منابر إعلامية عربية أن الوفد المغربي، الذي يرأسه وزير الشغل الأسبق، جمال أغماني، والذي سحب ترشيحه لرئاسة المنظمة لفترة ولاية جديدة مدتها أربع سنوات من 2015 إلى 2019، لفائدة رئيس اتحاد عمال الكويت، فايز المطيري، قدم احتجاجا صريحا، بسبب ذكر "الجمهورية الصحراوية" في كتاب المنظمة. واعترض الوفد المغربي على ما جاء في الكتيب الذي أعدته منظمة العمل العربي، بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي، بعد مرور 50 عاما على نشأتها، حيث سردت الصفحة رقم 13 البلدان الأعضاء في المنظمة، وتم ذكر ما يسمى "الجمهورية الصحراوية" من بين الدول التي تحيط بالجزائر. وورد في ذات الصفحة من كتاب المنظمة أن جمهورية الجزائر تقع في شمال غرب القارة الأفريقية، وتطل شمالا على البحر الأبيض المتوسط، ويحدها من الشرق تونس وليبيا، ومن الجنوب مالي والنيجر، ومن الغرب المغرب، و"الجمهورية العربية الصحراوية"، وموريتانيا. الوفد المغربي المشارك في أشغال منظمة العمل العربي لم يصمت أمام هذا الأمر، حيث بادر إلى تقديم احتجاج رسمي على ذكر "الجمهورية الصحراوية" كأنها دولة لها سيادة، بينما الواقع يؤشر على أن هذه المناطق محل نزاع بين المملكة وجبهة البوليساريو الانفصالية مدعمة من الجزائر. وبعد احتجاج الوفد المغربي الذي قالت عنه وسائل إعلامية عربية أنه وصل إلى حد التهديد بالانسحاب من المنظمة، سارع المدير العام الجديد للمنظمة، الكويتي فايز المطيري، ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، ووزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية في الكويت، هند الصبيح (الصورة)، إلى تقديم اعتذار رسمي للمغرب على ما سموه "الخطأ المطبعي". وقدم المطيري خطاب اعتذار، باسم منظمة العمل العربي، إلى الوفد المغربي، عن "الخطأ المطبعي غير المقصود"، كاشفا أنه سيحقق في هذا الخطأ لمعرفة الجهة التي تسببت في ارتكابه، كما أنه يعتزم زيارة المغرب قريبا، من أجل تقديم الاعتذار بنفسه للحكومة على هذا الخطأ. ومن جهتها، صرحت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الكويتية، بأنه تم جمع نسخ الكتيب الذي تم توزيعه على الحاضرين للدورة 42 من فعاليات المنظمة العربية، وطباعة كتيب جديد آخر، يتفادى ذكر تلك الفقرة التي أضيفت من دون قصد أو نية متعمدة" وفق تعبير المسؤولة الكويتية. ويشارك في أنشطة الدورة الثانية والأربعين لمنظمة العمل العربي، التي تنعقد لأول مرة في الكويت، 19 وزيرا من دول عربية مختلفة، و50 من غرف التجارة، و6 مجالس اقتصادية، و67 وفداً إقليمياً وعربياً ودولياً لمنظمات عمالية