يمثل رئيس الدولة الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، حالة استثنائية في القارة الإفريقية والعالم العربي، كما نسجت حوله خيوط كثيرة من الإشاعات والتخيلات. كانت تجمعه علاقة خاصة بالرئيس الأسبق المطاح به أحمد بن بلة. هذا الأخير كان كثيرا ما يحب أن يمزح بخصوص تأخر بوتفليقة في الزواج رغم بلوغه سن الشيخوخة. مجلة «جون أفريك» أنجزت تحقيقا خاصا لتسليط الضوء على هذا الجانب من حياة الرئيس الجزائري.يعتبر عزوف الرئيس الجزائري عن الزواج موضوعا محظورا أكثر مما هو عليه تقرير وضعه الصحي وولادته في مدينة وجدة المغربية في شهر مارس الموافق لعام 1937، كما أن سيرته الذاتية لا تسلط الضوء على حالته الاجتماعية. فمنذ اعتلائه كرسي رئيس الدولة عام 1999، لم يتم التحدث قط عن وضعه إلى غاية شهر فبراير الموافق لعام 2008، بحيث سألته صحافية في مقابلة أجريت معه على قناة «LBC» اللبنانية بخصوص زواجه فأجابها بصرامة «أنا لست متزوجا». على الأرجح لم يكن متزوجا حينها، ولكن بعد مرور 10 سنوات منذ ذلك الحين تغير الوضع على ما كان عليه. عند عودته إلى أرض الوطن، عام 1989 بعد رحلته الشهيرة التي زار فيها باريس وجنيف ودبي، نال وزير الشؤون الخارجية الأسبق رضا والدته، منصورية غزلاوي، التي قضت نحبها في شهر يوليوز من العام 2009، بوضع حد لسنوات عزوبيته الطويلة. ليس من الجيد أن يظل رجل سلطة مسؤولا أعزب في بلاد تطبعها الثقافة والعادات الإسلامية. عقد الرئيس بوتفليقة قرانه على أمل التريكي المزدادة سنة 1968 والمنحدرة من مدينة تلمسان وابنة يحيى التريكي، وهو إطار مهم في وزارة الشؤون الخارجية سابقا، فلقد أثبتت عدة شهادات تعرفه عليها من خلال زياراته المتكررة لمدينة القاهرة، حيث كان يشغل والدها هناك منصبا دبلوماسيا. فبعدما وقع في شباك الحب، انتهى به المطاف إلى الاستسلام وطلب يد أمل للزواج، هذه الأخيرة التي كانت آنذاك ما تزال طالبة في كلية الطب، كما وصفها أحد الوزراء القدامى الذي لطالما احتسى الشاي معها بأنها كانت امرأة جميلة وذكية ومثقفة ولبقة. بروتوكول تم الاحتفال بعقد قران عبد العزيز وأمل في يوم جمعة من شهرغشت الموافق لعام 1990 في شقة عائلة بوتفليقة التي تقع في الطابق الثالث من البناية والكائنة ببلدية الأبيار الجزائرية. لقد كان هذا الزواج حدثا استثنائيا في يوم عطلة التمس فيه بوتفليقة كاتبا في الأحوال المدنية لبلدية «الأبيار» لعقد قرانه على خطيبته أمل بحضوروالدته وصهره وبعض الأقارب. كما شهد على هذا العقد شاهدان من بينهما رفيق دربه عبد القادر الذهبي المقاوم والمستشار السابق في حكومة بومدين، قبل أن يتعكر صفو صداقتهما لاحقا، بحيث قام بتلاوة سورة الفاتحة وصياغة عقد الزواج بالعربية استجابة لرغبة عبد العزيز بوتفليقة. وبعد أسبوعين من ذلك شهد الذهبي مرة أخرى على مراسيم خطوبة شقيق عبد العزيز مصطفى، الذي كان يعمل طبيبا والذي توفي في شهر يوليوز من العام 2010، كما تم زواج هذا الأخير شهرا بعد ذلك في حفل زفاف فخم أقيم في نادي الصنوبر بدعوة أكثر من ألف شخص من بينهم كبار المسؤولين والوزراء ورؤساء الأحزاب وأعيان المدينة ورجال الأعمال وطبقات «النومنكلاتورا».