المغاربة من أكثر شعوب العالم سعادة وتفاؤلا وثقة في المستقبل، هذا ما كشف عنه بحث جديد أجراه معهد “جالوب وين” وكشف عن نتائجه ساعات قليلة قبيل استقبال العالم للسنة الجديدة. البحث الذي شمل 64 ألف شخصا من 65 دولة من مختلف أنحاء العالم، احتل فيه المغاربة مراتب متقدمة كواحد من أكثر الشعوب سعادة وتفاؤلا بسنة 2015، حيث حل المغرب في الرتبة الخامسة كأكثر الشعوب تفاؤلا والرتبة 13 كأكثر الشعوب سعادة من أصل 65 بلدا، بينما حلت دولة فيجي في الرتبة الأولى سواء كأكثر الشعوب سعادة وأيضا كأكثر الشعوب تفاؤلا بالمستقبل، في حين أثبتت الدراسة أن بلدانا متقدمة كفرنسا وبلغاريا وهونغ كونغ واليونان من بين الأكثر تشاؤما وتعاسة على سطح الأرض. وشملت الدراسة في المغرب عينة تتكون من ألف شخص تتراوح أعمارهم ما بين 18 و65 عاما، عبر أغلبهم عن تفاؤلهم بمستقبلهم، كما أكدوا على ثقتهم في الاقتصاد المغربي وإمكانية ازدهاره في السنة المقبلة، بينما توقعت نسبة ضئيلة لا تتجاوز 10 في المائة أن تعاني البلاد من صعوبات اقتصادية خلال السنة المقبلة. وبالنسبة لمؤشر السعادة فقد عبر 78 في المائة من المغاربة المستجوبين عن شعورهم بالسعادة، بينما عبر 16 في المائة عن حيادهم أي عدم شعورهم لا بالسعادة ولا بالبؤس، في حين لم يتجاوز عدد الذين يشعرون بالتعاسة نسبة 5 في المائة من بين مجموع المستجوبين. المثير والمفاجئ في هذه الدراسة أن أغلب الدول التي احتلت مراكز أولى كأكثر البلدان سعادة وتفاؤلا هي من البلدان السائرة في طريق النمو، بينما احتلت بلدان تصنف في خانة “الدول المتقدمة”، مراتب متأخرة، حيث حلت بلدان القارة الإفريقية عموما في المراتب الأولى كأكثر المناطق سعادة، في حين جاءت دول غرب أوروبا في ذيل الترتيب، وفي ذات السياق أظهرت الدراسة أن ثلاثة أرباع المشاركين من إفريقيا لديهم ثقة في تحسن الأوضاع في 2015 مقارنة بحوالي 26 في المائة فقط ممن يتشاطرون هذا الرأي في غرب أوروبا. وبشكل عام كشف البحث أن 70 في المائة من المستجوبين في أنحاء العالم سعداء في حياتهم أي بزيادة 10 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، وهو ما علق عليه رئيس معهد “جالوب وين” جون مارك ليجي بالقول “في الوقت الذي يصعب فيه التنبؤ بمآل الاقتصاد العالمي، كنا نعتقد أن مؤشر السعادة سينخفض، غير أنه في حقيقة الأمر يتجه نحو الارتفاع”.