أعلنت جماعة «جند الخليفة» المنضوية تحت لواء تنظيم «الدولة الإسلامية» أنها اقدمت على تنفيذ تهديدها بقتل الرهينة الفرنسي هيرفي جوردال، وذلك بعد 24 ساعة من انتهاء المهلة التي منحها التنظيم للسلطات الفرنسية من اجل تنفيذ مطلبها المتمثل في وقف العمليات العسكرية ضد التنظيم. وقال الخبير الأمني علي زاوي في اتصال مع «القدس العربي» إن إعدام التنظيم للرعية الفرنسي كان أمرا متوقعا لسببين، الاول هو رفض السلطات الفرنسية الرضوخ لمطالب الجماعة الخاطفة، وكذا رفض السلطات الجزائرية التفاوض مع خاطفيه، والسبب الثاني هو إظهار جماعة جند الخلافة لولائها لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام، والحصول على تزكية من قائد تنظيم الدولة الاسلامية. وأوضح زاوي أن الجماعة التي نفذت هذه العملية لا يتعدى أفرادها ال15 شخصا، وانه لا توجد علاقة حقيقية بينها وبين تنظيم الدولة الاسلامية، بل تسعى فقط لكسب لتزكية والحصول على الدعاية الإعلامية، بهدف مساعدتها على تجنيد أفراد جدد في هذا التنظيم المسلح. ويواصل الجيش الجزائري عمليات التمشيط في المنطقة بحثا عن الجماعة التي نفذت العملية، والعثور على جثة الرعية الفرنسية، وقد شهدت منطقة البويرة أمس اجتماعا أمنيا شارك فيه مدير الأمن العام اللواء عبد الغني هامل وقائد الدرك الوطني اللواء أحمد بوسطيلة. وبحسب مقطع فيديو بثته جماعة جند الخليفة، على الإنترنت، ونشر تحت عنوان «رسالة بالدم الى الحكومة الفرنسية .. ذبح الرهينة الفرنسي بالجزائر»، أظهر قيام 4 أشخاص بقطع رأس الرهينة. ومنح الخاطفون كلمة للرهينة الفرنسي قبل قتله، حيث نطق بصعوبة كلمات نصها: «السيد (الرئيس الفرنسي فرنسوا) أولاند أنت اتبعت (الرئيس الأمريكي باراك) أوباما»، ثم يتابع بذكر أسماء تبدو أنها لأفراد عائلته مثل «فرانسواز″ «روان» ووالدي. بعدها تناول أحد الخاطفين الكلمة، ووجه رسالة إلى فرنساقائلا: «إنها (فرنسا) لم تكتف بجرائمها في مالي وقبلها الجزائر وهي الآن ترفض إقامة شرع الله في الأرض»، في إشارة إلى مشاركتها في الحرب على «داعش». وتابع «جند الخلافة في أرض الجزائر يتقربون إلى الله بقتل هذا الفرنسي انتصارا لدين الله وانتقاما للأعراض التي انتهكت وذلك نصرة لدولة خلافتنا الراشدة». وأضاف: «هذا كله بعد انتهاء المدة المحددة لفرنسا الصليبية لاستنقاد مواطنها هيرفي غوردال بوقف حملتهم العسكرية على دولة الإسلام (اسم تنظيم داعش)». وكانت جماعة «جند الخلافة في الجزائر»، أعلنت في شريط فيديو نشر على مواقع جهادية الإثنين الماضي، مسؤوليتها عن اختطاف غوردال في منطقة تيزي وزو شرق العاصمة الجزائر، ودعت الرئيس الفرنسي إلى وقف حملته العسكرية ضد «داعش» خلال 24 ساعة، مقابل إطلاق سراح الرهينة. وقبل أيام، أعلنت جماعة «جند الخلافة في أرض الجزائر» انشقاقها عن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ومبايعة زعيم «داعش»، أبو بكر البغدادي، (داعش)، متهمة تنظيم القاعدة ب»الحياد عن جادة الصواب» لعدم مبايعته ل»داعش». وبحسب وزارة الداخلية الجزائرية، فإن عملية الاختطاف تمت «ليلة 21 سبتمبر (أيلول) 2014 حيث قام أفراد بتوقيف سيارة بالقرب من قرية آيت وابان في بلدة أقبيل بمحافظة تيزي وزو كان على متنها مجموعة من الجزائريين برفقة الرعية الفرنسي البالغ من العمر 55 عاما». وتابعت أنه «بعد إطلاق سراح المواطنين الجزائريين والتخلي عن المركبة بعين المكان، قام هؤلاء المختطفون بالاحتفاظ بالرعية الفرنسية وتوجهوا نحو وجهة مجهولة». وجوردال هو «مرشد لتسلق الجبال قدم إلى الجزائر في 20 سبتمبر (أيلول الجاري) وكان يقيم بشاليه -سكن جاهز- قرب من تيكجدة (منطقة سياحية تقع بجبال محافظة البويرة المجاورة)»، وفقا للوزارة. وقال رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، الثلاثاء إن بلاده ستواصل عملياتها الجوية في العراق ضد تنظيم «داعش»، ولن تتراجع عنها، وذلك في معرض تعليقه على التهديد بقتل المواطن الفرنسي إذا استمرت الغارات الفرنسية.