انضافت روح العامل المنجمي المسمى قيد حياته زمزمي سعيد متزوج و أب لطفلين إلى قائمة الأرواح التي تزهق في أحشاء منجم جبل عوام التابع للشركة المنجمية تويسيت لفظ الشهيد أنفاسه الأخيرة اختناقا تحت أكوام من الرمال حوالي الساعة الثانية من صباح يومه الثلاثاء 06 نونبر 2012 بمنجم إغرم أوسار . عامل منجمي مؤقت يشتغل لحساب مقاولة بالمناولة – تيغانيمين- . وهده هي حالة الوفاة الثالثة في ظرف لا يتجاوز أربعين يوما. وقبل أقل من شهر لقي عامل مصرعه صباح يومه الأربعاء 10 أكتوبر المنصرم بمنجم "إغرم أوسار" بمنطقة مريرت وهو أحد المناجم الثلاث التابعة للشركة المنجمية "تويسيت" بمناجم جبل "عوام" سابقا . العامل المؤقت شاب في مقتبل العمر يدعى قيد حياته الراجي عصام (23 سنة) وهو ابن لأحد قدماء عمال هذا المنجم ، يشتغل في إحدى المقاولات التي تباشر أشغالها بالمناولة من الشركة الأم - تويسيت – الشاب الهالك لفظ أنفاسه نتيجة صعقة كهربائية أردته قتيلا وسط شروط إنقاذ عديمة بفعل العمق الباطني للمناجم وغياب تام لأدوات ولوجيستيك الإنقاذ مما يجعل العملية مستحيلة جدا . ليطرح من جديد ملف السلامة وتطبيق الشروط القانونية المعمول بها لحماية أرواح العمال المنجميين ضمنها السلامة البدنية لهم وتحسين شروط إشتغالهم . وبهذا الحادث المؤلم يكون عصام قد أضيف للائحة طويلة من ضحايا المغارات الباطنية الذين راحت وزهقت أرواحهم والتي سجلت ضد الطبيعة،حادث لا يمكن فصله عن حوادث شغل مميتة ومألوفة ومخلفة لمعطوبين وذوو عاهات مستديمة أمام صمت وصم آذان الجهات المعنية والموكول لها مراقبة شروط الصحة والسلامة وظروف العمل بالمناجم والتي لا تحرك ساكنا . وتعتبر هذه المناجم من أغنى مناجم البلاد حيث تتوزع معادنها الباطنية بين زنك ورصاص وفضة ومعادن أخرى نادرة وثمينة.غير أنها تشهد "تفقيرا ممنهجا من طرف الباطرونا مستغلة في ذلك حاجة الشباب وفقرهم لتوظيفهم بأبخس الأثمان وفي ظروف تغيب فيها أدنى شروط العمل"يقول أحد أقارب الضحية. "نهب خيرات البلاد رغم المعارك المريرة والنضالات التي خاضها العمال المنجميون وحملات التضامن المحلية والوطنية والدولية معهم ، معارك تحالف المخزن فيها مع الباطرونا التي لا يطل علينا مسؤولوها إلا بالتقاريرالسنوية وأرقام معاملاتها البرصوية " يقول أحد أبناء المنطقة.