حلت صباح اليوم 22 أبريل 2017 بالموقع الطبيعي السياحي عين أسردون ببني ملال، جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض _فرع بني ملال في إطار حملة تحسيسية بيئية تحت شعار" موقع عين أسردون محمي ونظيف، حق وواجب" وتأتي هذه الحملة في إطارالحملة الوطنية الثالثة لحماية المواقع الطبيعية، وهي حملة تصادف الاحتفالات باليوم العالمي للأرضالذي يتطابق ويوم 22أبريل من كل سنة. ولإعطاء الحملة بعدا تحسيسيا، تم التنسيق مع عدة أندية بيئية ببعض المؤسسات التعليمية ببين ملال وهي : ثانوية الحسن الثاني التأهيلية، ثانوية ابن سينا التأهيلية، إعدادية المحمدية الثانوية، مؤسسة الكوتر للتعليم الخاص، مدرسة وادي المخازن، حيث شارك في الحملة تلاميذ وتلميذات منخرطون في مشاريع بيئية بمؤسساتهم، منها تلك التي تشتغل في إطار مشروع الإنتاج المشترك للنظافة. كما تم التنسيق مع المندوبية السامية للمياه والغابات والوقاية من التصحر، والمجلسين الجهوي و البلدي لبني ملال و شركة CASATECHNIQUE للتدبير المفوض للنظافة، إضافة إلى الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملالخنيفرة و المديرية الإقليمية للتربية الوطنية ببني ملال. حل المشاركون بعين أسردون صباحا قبل أن يحضر زوراها كالمعتاد، لوضع الملصقاتوتعليق اليافطات، وأعطيت انطلاقة الحملة بكلمة لرئيس فرع جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض السيد عبد الوهاب السملالي الذي شكر كل الشركاء، مؤكدا على أهمية مثل هذه المبادرات البيئية التي تستهدف أجيال اليوم باعتبارها أمل المستقبل و ينتظر منها القيام بالشيء الكثير تجاه البيئة، كما أشار أن الحملة تندرج في إطار احتفالات الجمعية باليوم العالمي للأرض الذي تنظمه جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض ب 22 مدينة مغربية في نفس اليوم، واستغل الفرصة لدعوة المنتخبين وكل المتدخلين للاهتمام بالبعد البيئي وتضمينه في مخططاتهم التنموية مستقبلا محليا، جهويا ووطنيا. أما الأستاذ عبد الكريم الهراس عن المندوبية السامية للمياه والغابات والحماية من التصحر فقد أشار في كلمته إلى الأخطار التي تهدد موقع عين أسردون بسبب انعدام الوعي في صفوف الزوار والمستفيدين منهم، مؤكدا أن التهديد يأتي كذلك من الفئات المتعلمة ذات الدخل المحترم التي تستعمل سياراتها الخاصة في التجوال في محيط العين، وعلق مازحا على كمية قنينات الزجاج والبلاستيك التي ترمى في الموقع " لو كنا نزرع الزجاج لصرنا من الأقاليم الغنية". وفي موقف فيه الكثير من التفاؤل حول وضعية الموقع أكد السيد عبد المجيد الناجي مدير مدرسة واد المخازن وأحد سكان حي الرميلة المستفيد من مشروع الإنتاج المشترك للنظافة ببني ملال، أن الأمل في الحفاظ على مكانة الموقع مستمرة بجهود المجتمع المدني والسلطات المحلية، وما علىالنشطاء البيئيين وكافة الغيورين إلا مواصلة التحدي لزرع ثقافة بيئية، مسؤولة وملتزمة في صفوف المواطنين من مختلف الفئات. بعد الافتتاح والاستماع لكلمة الشركاء الحاضرين، انطلق التلاميذ ومعهم منسقو الأندية التربوية وأعضاء الجمعية المنظمة، لاكتشاف تأثير التوسع العمراني على الغطاء الغابوي بمحيط مدينة بني ملال، انطلاقامن الفضاء المحيطبالقصر الذي يطل على المدينة، في منظر بانورامي، جعل التلاميذ وكافة الحضور يكتشفون بالملموس فداحة الزحف الإسمنتي على أشجار الزيتون والبساتينالمختلفة بضواحي المدينة. واستغل السيد الهراس ممثل المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر الفرصة لتعريف التلاميذ والتلميذات بخصوصيات التنوع البيولوجي بالموقع، ونوع الأخطار التي تهدده، رغم ما يبذل من مجهودات. كان الحضور على موعد مع استراحة تخللها حفل شاي بدعم من مجلس الجهة بجانب القصر التاريخي الذي يطل على المدينة، وبعدها نظمت حملة نظافة بالموقع، بتنسيق مع شركة النظافة الخاصة بالمدينة، انتهت بجمع ما يقارب 250 كلغراما من النفايات من الورق والبلاستيك والألومينيوم في ظرف نصف ساعة تقريبا، وهو رقم يؤكد أن الموقع يتعرض للتلوث باستمرار، خاصة وأن نفس الحملة في السنة الماضية جمع فيها حوالي 192 كلغراما من النفايات. عند الزوال تزايد عدد الزوار على العين، ونظمت حملة تحسيسية في مختلف الفضاءات ووزعت العديد من المطويات والملصقات التي تهدف إلى تحسيس الساكنة بأهمية الحفاظ علىعين أسردون نظيفة، كما قدم الأساتذة توضيحات وافرة للتلاميذ حول العديد من الظواهر البيئية، لتختتم الحملة بكلمة لرئيس فرع جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بني ملال ضرب من خلالها الموعد للسنة المقبلة، إيمانا من الجمعية بأن التغيير في القيم يحتاج لعمل مستمر ودائم. وفي الأخير التحق المشاركون بداخلية ثانوية الحسن الثاني التأهيلية لأخذ وجبة الغداء.