قام رئيس جهة بني ملال اخنيفرة بزيارة إلى جماعة تيزي مفادها- كما يؤكد مقربون- إحياء الصلة مع الساكنة وتفقد هذه الجهة ومراجعة ما تحتاجه من إصلاحات وأولويات تنموية بالأساس، خصوصا وأن المنطقة مازالت تعيش حيفا تواصليا وطبيا واجتماعيا. وقد التقى رئيس الجهة ببعض المسؤولين المحليين والإقليميين ذوي المرجعية الحزبية والثقافية. كما نصبت خيمة كبيرة شهدت غذاء جماعيا تم على إثره مناقشة بعض القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية. في حين شهد مركز أغبالة استقبالا للناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الاتصال. رفقة برلمانيي العدالة والتنمية بالجهة. وقد أقام فريق حزب العدالة والتنمية المحلي بجماعة أغبالة غذاء جماعيا لضيوفه ولكوكبة المنتخبين ما عدا معارضي المجلس الجماعي. ليعقد بعد ذلك لقاء تواصليا وخطابيا أمام العامة. وحتى لا أكون محزبا كما سيعتقد البعض- أريد أن أعلن مسبقا أن ما سآتي على ذكره ينبثق من وجهة نظر محايدة. مفاده حصيلة فكر تأملي. أطرحه عبر أسئلة كما يلي: - لماذا يزور الخلفي أغبالة في هذه الظرفية؟ - أي شيء يحمله رئيس الجهة لساكنة الجهة؟ - حينما يخاطب الخلفي العامة هل من منطلق وزير لجميع المغاربة أم من عرف حزبي ضيق مغزاه أقصر طريق إلى الناخب المرتقب أذنه؟ على أي، أتى الخلفي إلى أغبالة وخاطب أهلها بحرقة الغيور الخدوم الذي يتأسف على ذاكرة المنطقة وتاريخ المنطقة وما قدمته للجهة من جهاد ومقاومة زمن الاستعمار. مبرزا- كما يتفوه- مزايا وفضائل حزب العدالة والتنمية وعزيمته القوية في الدفاع عن مصالح البلاد وأغراض العباد، راكبا في ذلك سطوة السفسطائية. عبر مواجهة الخونة والمفسدين، والذريعة طبعا التصدي لكل أشكال التمييز بين أبناء الوطن. ليجد مع كلامه هذا فرصة للحديث عن مظاهرات الطلبة الأساتذة غير المبررة والمغلوطة. معتبرا فعل الحكومة تجاه الملف من الردود المنطقية. وفي خدمة الصالح، مذكرا بجرأة بنكيران السياسية في حل مشاكل البلد، وكأن الرجل ولي من أولياء الله جاد به الزمن ليبشر المغاربة بالصالح والطالح. نعم سي الخلفي ضرب الأساتذة وتعذيبهم شيء منطقي رغم كونك أنت وأمثالك الذين يجلسون بجانبك ويتفنون في إصدار الأوامر كلهم من صنيع الأساتذة وتربية الأساتذة. فكما يقال بالدارجة المغربية ʺاضرَبْنِي يا خُبزِيʺ. إن ما تبشر به يا رجل كلام مغلوط، خصوصا حينما اعتبر بعض أحفاظك زيارتك إلى أغبالة بالتاريخية. فهل أصبح كل تحرك عندكم في هذا البلد من التاريخ، بله حتى دخول مسؤول كبير إلى مكان منسي يعتبر حدثا تاريخيا. كفانا يا رفاق من المغالطات والمزايدات وتصفية الحسابات. ولتكن الأحزاب المغربية مدارس سياسية وثقافية صالحة لتكوين أفواج قادرة على التنمية والتخطيط والتدبير والحكامة الجيدة والمسايرة الفعالة عبر تنمية الحس السياسي الجاد والفعال. لا تحويل هذه الأحزاب إلى ثكنات عسكرية لا يستفيد من مناصبها العليا إلى ذوي الجاه والمال، والباقي من أبناء الشعب على الهامش. أتساءل كم يهدر من المال في الأكل والشرب وتنظيم الحفلات، ألا يعقل لهذه المبالغ أن تقدم لهجات متضررة من المهمشين والمحرومين، تم حينما يُتكلم عن صندوق المقاصة وإصلاح نظام التقاعد عبر الزيادة في تمديد عمر العمل والنقص من الأجرة. معالي الوزير هذا كلام لا نكذبه ولا نفنده. لكن ماذا عن تعويضات البرلمانيين وأجور الوزراء الذين منهم من لا يعرف حتى الفرق بين شهادة البكالوريا والماستر الذي دعمت به رأيك. ومعلومات التاريخ التي ربما تم تحفيظك إياها في الطريق. متهما جهات إعلامية بالكذب وتعمية رأي المواطنين. بهذا نقول لك ومن معك يحاديك ليس فقط في أغبالة بل في كل جهات المغرب. إذا كانت مثل هذه الزيارات تعتبر بمثابة محطات تواصلية. فأنا من هذا المنبر أقول لساسة المغاربة قبح الله كل فعل سياسي ينبني على استغلال الفرص والقيام بحملات انتخابية قبل الأوان والبحث عن مآرب سياسية بطرق ملتوية. نوافذها الجاه السياسي والمعرفي والعملة بالأخص. طبعا خلا لكم الجو. وهُيِئت لكم الظروف، والمغرب لكم لا لغيركم أنتم أهله وكفى. أما أنا فسأنهي كلامي بهذه الدعابة كما قدم لي أحد الأصدقاء. إذ قيل إن مدرسين كانا بالقرويين قديما، الأول اسمه فاضل والثاني جماعة. كان الثاني قد تكالب على الأول بفعل وشاية. وذات مرة أراد أن ينقص من قيمته بسؤال مفاده المدرس الفاضل. لدي مسألة بخصوص كلبة وضعت سبعة من أبنائها الصغار ولا تتوفر إلا على ستة من حلماتها- أي رؤوس ثديها- فما مصير السابع من الرضاعة. مع العلم أنه يحمل اسم فاضل؟ ليرد الأستاذ المحتقر. لو كان من أبيه الفاضل لكان له ثدي للرضاعة. والحال أنه من جماعة فلا حظ له إذن.