جسد يتهاوى وراء وزار..قمة في الغنج..أرداف تميل وسط السواد..قوام نحث مكانته بين "العباءات" لا ترى منه إلا سواد العيون ومن أدرى بلون الشعر؟ ما من مرة تساءلت عن سر السواد.. قال لي احد: إن للسواد حكمة..قلت: ما تكون ؟ قال : صبر وعظمة والعظمة من الله..ترامت أطراف قلبي..خلت أن للمسألة حنين..اندملت عيناي..سحقت ترانيم محياي..إلا أن أغصان قلبي بدأت تفور..عقلي يغثى..رئتاي تفوح منهما نتانة موت.. قلت ماتت جارتي ..ماتت جارتي.. جارتي ذات الخمار..جارتي التي نعتتني يوما بالحمار.لا لشيء إلا لأني قلت لها :ما أنت من أهل السواد..وهذا من قبيل الإعجاب... تذكرت يوما شابا يترنح أمام الباب..يجهش ويربد:"مولات الخمار الهالكني بعيونك اعطيني عنوان الدار اعطيني تلفونك...." ترنم قلبي وقال: هل للخمار هاتف ؟ هل للخمار عنوان؟ عقلي محق مخيلتي وقال: ذات الخمار لا زمن لها....ولا عينان... ذات الخمار مقتت جسدها وسط السواد.. قلت لا: رأيتها متغنجة..رأيتها تحمل أسرار..بين ثنايا الأزرار..قال عقلي المتيقظ :لا..إنسانة محترمة... تفقدت أسارير الأخبار سألت عنها الجار أجاب: من خير خلق الجبار القهار.. لحية تستحضر الأرواح..لحية ترميك لتستنشق عبق التاريخ..لحية "من بطش الأشرار تحميك"..لحية طالما تربصت بذات الخمار....فكرت اللحية بدهاء أرسلت رقاصا ينقل شبقا وأخبار..ما كان الرقاص إلا حريم اللحية..تقرب الرقاص من ذات الخمار ..كل يوم يحمل لها ثنايا كتب وأخبار ..كل يوم بجديد عطر يثربي وإزار...كل يوم بحلم خلود وولوج لعلية الدار...كل يوم ينبس لها بمقام بين الأخيار...برمجت ذات الخمار ..تاهت..أملت بحلم أبدي.... ازداد هيام اللحية بذات الخمار...تقمص ثوب الرقاص فض بكرة عتبة الدار...دخل طارقا وسط برقع...ظن أهل البيت انه الرقاص يحمل حلم الخلد..فتح باب "المصرية" لذوات الخمار..كشفت اللحية عن القناع..... مناجية ذات الخمار: تعالي ..تعالي..إني لحامل لك أسرار.. تعالي أنجيك من ثقل الدار تعالي إني لك منقذ من وطأة العار ارتمت ذات الخمار في أحضان الشعر.. تعانقا..تبادلا الأخبار..ما سر أهلنا في سورية؟ ما سر أهلنا في لبنان ؟ ما سر أهلنا في العراق؟ انغرقت عينان من حر السؤال..اقشعرت أطراف جلدتي..انتفضت كينونتي..قلت ماذا جرى لجارتي؟؟؟ ماذا جرى لجارتي؟؟؟ استيقظت من نوم عميق.. وجدت جارتي عارية بين أطراف لحية الجار..لحية رماها عزرائيل بين أصابع الدار.. شيعت اللحية بصهيل الشيخ وثغاء المريد.. تناقل الداني والقاصي خبر موت ...موت انتفضت له كراسي المقاهي.....خبر لم تشف غليله الأخبار.... ماتت اللحية بين أحضان ذات الخمار .......ماتت اللحية بين أحضان ذات الخمار ....... حلقت اللحية ومات الجار....وجارتي لازالت تلبس الخمار... ولازالت تنعتني بالحمار.... عبيد بنموسى زاوية الشيخ 02-02-2015