بعد بضعة أيام تنتهي المهلة التي حددها نوري المالكي (رئيس وزراء الاحتلال الأمريكي في العراق، وشرطي نظام الملالي في بغداد). لأجل إخلاء مخيم أشرف في محافظة ديالي في العراق حيث يقيم حوالي 3400 من مجاهدي ومجاهدات الشعب الإيراني التابعين تنظيميا لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، حيث تقتضي خطة المالكي بتوزيع سكان مخيم أشرف على مناطق مختلفة وسط العراق، وهو ما سيؤدي حتما إلى تشتيتهم وتفريقهم، وبالتالي تسهل عملية إبادتهم وتصفيتهم أو سجنهم في أحسن الأحوال، وذلك يتنافى مع مواثيق منظمة الأممالمتحدة واتفاقيات دولية مماثلة، حيث يعتبرون هؤلاء لاجئين سياسيين في دولة أعطتهم الأمان لممارسة الحياة على أراضيها بشكل طبيعي في انتظار عودتهم إلى بلادهم بعد أن يتلقوا تعهدات ذات قيمة من قبل حكام بلادهم، أو يختاروا العيش في بلد آخر إذا كانت حياتهم ستتعرض للخطر في حالة ما إذا تم ترحيلهم قسرا إلى بلادهم.. نوري المالكي هذا لا يقيم وزنا للإنسانية ولا يراعي إلا ولاذمة، حينما استجاب لأوامر حكام إيران المجانين فشرعت حكومته العملية في ممارسة الضغط على سكان مخيم أشرف الأبرياء فقتلت منهم أكثر من 30 شخصا وجرحت المئات مطلع هذه السنة، بينما كانت قد سجنت 32 شخصية وازنة من سكان المخيم خلال السنة الماضية وقدموا للمحاكم العراقية التي برأتهم مرتين، لكن حكومة العمالة المزدوجة في العراق لم تطلق سراحهم وهو ما دفع هذه الشخصيات إلى إعلان إضراب عن الطعام استمر 72 يوما كادوا أن يهلكوا بسببه لولا صرخات الخيرين من مختلف أنحاء العالم والضغوطات التي مارسوها على المنظمات الدولية لأجل التدخل لإنقاذ حياة هؤلاء الأبرياء، فاضطرت السلطات الحاكمة في العراق لإخلاء سبيلهم مكرهة لا راضية أمام صرخات بني الإنسانية من مختلف أنحاء العمور. الآن يتعرض سكان المخيم أجمعين إلى مشروع إبادة جماعية قد تؤدي بحياتهم، وقد يتعرضون للتعذيب والتنكيل من قبل حكومة المالكي في حالة ما إذا تغاضى العالم عن ثني الحكومة العراقية على هذا العمل الجبان. لحد الآن.. الضغوطات الدولية مستمرة من جهة، وضغوطات المنظمات الحقوقية تستصرخ ضمير الأممالمتحدة للتدخل فورا: إما لثني المالكي عن القيام بعملية التهجير القسرية، أو على الأقل تمديد المهلة المحددة نهاية الشهر الجاري وذلك حتى يتمكن هؤلاء من العثور على بلد، أو بلدان تأويهم من جديد.. هناك أيضا تحركات من داخل العراق تتجلى في عرائض موقعة من قبل المنظمات والعشائر العراقية وكذلك الكتاب والصحفيين، يطالبون موقعوها حكومة المالكي بعدم التعرض لحياة سكان مخيم أشرف خاصة وأنهم لا يمارسون أي نشاط من شأنه أن يشوش على هذه الحكومة. أيضا تتحرك المنظمات والجمعيات الأهلية في مختلف الأقطار للمطالبة بوقف مجزرة محتملة تنتظر سكان أشرف العزل هناك أيضا تحركات وازنة من قبل البرلمان الأوروبي.. لكن لحد الأن لا حل يبدو في الأفق القريب.. نحن نطالب الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي بممارسة الكثير من الضغوط على المالكي لكي يوقف قراره الجائر والظالم بحق هؤلاء النساء والرجال. نأمل كذلك أن يكون للحكومة المغربية وقيادات الأحزاب الوطنية والمنظمات الحقوقية المغربية دورا إيجابيا في هذه القضية الإنسانية البحتة، لأنه لا يمكن للمغاربة ملكا وحكومة وشعبا إلا أن يكونوا مع الحق.. وقد سجل التاريخ للمغاربة الكثير من المواقف الإنسانية الشجاعة في مثل هذه الحالات، خاصة وأن المغرب تربطه لحد الآن علاقة ديبلوماسية ب “العراق الجديد” مما يمكنه من التدخل والسعي الإيجابي للمساهمة في حل هذه الإشكالية، ومن هذا المنطلق فإنه يتوجب على حكومتنا ومنظماتنا وقاداتنا التحرك بسرعة لإنقاذ حياة أكثر من 3000 من خيرة أبناء الشعب الإيراني المسلم الذين يعتبرون الآن بمثابة رهائن بيد حكومة المالكي وتحت رحمة جيشه. إن حياة الأشرفيين والأشرفيات لا يجب أن تكون رخيصة إلى هذا الحد! إنهم مواطنين يحملون مشاريع أفكار وليسوا مجرمين يحملون قنابل وأحزمة ناسفة، إنهم يستصرخوننا.. ولهم أبناء وزوجات وأمهات مثلنا .. إنهم ببساطة أبناء البشر مثلنا، وعلينا ألا نتخلى عنهم، إن ضمائرنا تستصرخنا، وعلينا أن نستجيب لضمائرنا عبر التحرك لإيقاف مجزرة وقيعة الوشوك. المسئولية الإنسانية الكبرى تتحملها بالدرجة الأولى حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية باعتبار أنها دولة محتلة للعراق وعلى هذا الأساس فإن أي أذى يمس سكان مخيم أشرف العزل تتحمل وزره حكومة باراك اوباما.. لأنه بإمكان أميركا أن توقف هذا العبث، إذا كانت حقا ما زالت تدعي رعايتها لحقوق الإنسان. عبد النبي الشراط كاتب صحفي من المغرب مدير جريدة الوطن