مع انتهاء الشتاء وإقبال دفء الربيع والصيف، يبدأ العمل بالتوقيت الصيفي وسط جدل معتاد حول ضرورة إلغاء هذه الروتين الفصلي أو استمرار العمل به. ويتأقلم معظم الناس مع تغيير الوقت بسلاسة خلال وقت قصير مع شعور طفيف بالتعب، بينما ينزعج آخرون من هذا التغيير الذي يسبب لهم الإعياء، وقد يزيد احتمال الإصابة بالنوبات القلبية حسب وكالة الانباء الألمانية. وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة التأمين الصحي الألمانية، أن 70% من الألمان يرفضون كليا تغيير التوقيت بسبب الإرهاق الصحي الذي يتسبب به، كما كشفت دراسة سويدية أن الأيام الثلاثة التي تبعت تغيير التوقيت سواء الصيفي أو الشتوي، شهدت ارتفاعا بمعدل الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة 25% خلال 3 سنوات. وأظهرت البيانات التي سجلها الاستطلاع ارتفاع حالات الإصابة بالنوبات القلبية بمعدل 55 حالة خلال الأيام الثلاثة بعد تغيير الوقت، وقد يرجع السبب في ذلك لاضطرابات الساعة البيولوجية أو عدم الحصول على ساعات كافية من النوم. من الناحية العلمية، الأمر شبيه باضطرابات الرحلات الطويلة، إذ يعمل الجسم على إيقاع منتظم من حيث حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب، وضغط الدم، وارتفاع إفراز بعض الهرمونات في أوقات الصباح. وحدوث أي اضطراب يؤدي إلى تشوش وعدم تناغم هذه الوظائف جميعها مع بعضها، مما قد يسبب التعب وفقدان الشهية واضطرابات النوم أو حتى الاكتئاب، غير أن هذه الأعراض أو نتائجها تختلف من شخص لآخر. ومن المعروف أن اضطرابات النوم والتوتر قد يؤديان إلى اضطرابات في وتيرة دقات القلب، مما قد يفسر تزامن النوبات القلبية مع إقرار الساعة الإضافية. لكن بالتأكيد تحتاج نتائج الاستطلاع إلى مزيد من البحث والدراسة لتأكيد ما إذا كانت هناك علاقة بين هذه النوبات وبين التوقيت الصيفي، لأن تسارع دقات القلب لا يؤدي بالضرورة إلى اضطراب وظيفة القلب إلا إذا صاحبته عوامل أخرى، وبالتالي فإن الربط بين توتر وقلق عدد من الأشخاص من التوقيت الصيفي لا يفسر بالضرورة تزايد حالات النوبات القلبية.