احتفاء بالشعر، نظمت الخزانة الجهوية بالمعاريف بجهة الدارالبيضاء الكبرى، حفل توقيع "شطحات الجوى " للشاعر عزا لدين بوسريف ، وذلك مساء يوم السبت 25 فبراير. في البداية ، أمطر محافظ الخزانة عشاق الشعر بالترحاب، ليعلن بعدها أن أبواب الخزانة وفضاءها مفتوحان لكل عمل ثقافي جاد، تلته مسيرة اللقاء الأستاذة ثريا لهي، التي عبرت عن فرحها بنصب هذه الخيمة الشعرية احتفاء بالقصيدة، وكذا تنويهها بكل المساهمين في تنظيم هذا العرس الشعري. وبعدها أعطت الكلمة للقاص والناقد المهدي السقال للمساهمة بورقة نقدية حول ديوان المحتفى به "شطحات الجوى"، ليتحدث في المفتتح عن مفهومه للتجريب، فاعتبر أن الراسخين في الشعر يبتعدون عن رفض التجريب في الشعر حين يكون جادا ويستند إلى الرغبة في الاجتهاد، فاعتبر قصائد الديوان ورشة شعرية لا فتة وتراهن على تطوير المعاني المرتبطة بكينونة الإنسان، كما تجسدها الذات، وبذلك تقترب القصائد من التشكيل السوريالي، كما اعتبر هذه التجربة الشعرية تجاوزا لمؤسسة التعبير التقليدي المكبل بالمحرمات التقليدية، وبشكل مخالف للمألوف والمتداول، والعنوان يبوح عن الهوية المرجعية التي يمتح منها الشاعر، إذ تتشكل القصائد من رباعية العشق والشبق والوجود والبوح، مما يجعلها تخترق أي حدود تحد من أفقها التأويلي. أما الأستاذة صفية أكطاي فقد تحدثت عن قصائد الشاعر باعتبارها خدمة للنص الشعري أسلوبا وعبارة وصورا، مما يحيل المتلقي على مقولة "عبد الفتاح كليطو" مفادها أن الشعر لعب بالكلمات، بيد أنه لعب من نوع خاص. مباشرة، كان الموعد مع قراءات شعرية أثثها مجموعة من الشعراء والشواعر: إدريس العكار التازي، نجية عبد الدائم، عبدا لنبي عسو، الطاهرة حجازي، حسن البلغيتي العلوي، مليكة كباب، ماجد ديجام، صفاء رضى، ثم عزا لدين الجنيدي. وفي الختام، أعطيت الكلمة للشاعر عزالدين بوسريف والتي كانت كما يلي: "لا أريد أن أكون ذاتيا في الحديث عن تجربتي في الكتابة الشعرية. أفضل أن يكون الحديث عن ذلك من طرف من يتتبعون هذه التجربة. ولكي أكون موضوعيا في هذا الجانب أترك الأديب المغربي والعربي الشاعر الأستاذ الجامعى الدكتور مصطفى الشليح يلخص ذلك في ما يلي : " قرأت شعرا ينسج جغرافيته اللغوية و الإيقاعية الخاصة . لا يشبه أحدا ولا أحد يشبهه. هي تجربة بين الجواني و البراني، الغابر الظاهر، والخفي الجلي. أعتقد أنها أنتجت تجربتها الشعرية"، وكما يلخص ذلك أيضا الكاتب والناقد محمد المهدي السقال حيث يقول: "تبقى التجربة التعبيرية (لدى عزالدين بوسريف) لافتة على مستوى تمثل المعاني والإيحاءات، بلغة حسية تراهن على خرق فني في التصوير بمرجع التركيب اللغوي الديني، مستفيدة من التعامل مع مفردات العبارة بطريقة أقرب إلى تلك السريالية في اللوحة التشكيلية… ". والديوان رباعية من شطحات العشق، شطحات الشبق، شطحات وجودية، وشطحات البوح.