مع حلول موسم الشتاء بمدينة إيموزار كندر نجد أنفسنا كما يجد المواطن الإيموزاري نفسه أما رحلة من نوع خاص وفي وجهة غير معروفة المعالم، فيها من الأزمات النفسية والذهنية المتراكمة بعد أن اجتاحت عاصفة الحول المدرسي بيت كل أسرة بما لها وما عليها وقد تصل هذه الأزمات إلى مرحلة مزمنة لدى المواطنين ذوي الدخل المحدود وقد نقل او تنعدم بالنسبة للأسر الميسورة ذات الأريحية المادية، كل هذا يكون نتاج لهذا الهاجس الموسمي ألا وهو الحصول على حطب التدفئة في مدينة اقل ما يمكن أن يقال عن مناخها أنه جبلي قار يكون قارسا وجافا في اغلب الأحيان مع تساقطات ثلجية وصقيع ولا يقل برودة وقساوة عن مناخ مدينة إفران التي تعتبر قطب بنك القساوة المناخية على المستوى الوطني، والعارف بمناطق الأطلس المتوسط قد يسجل تشابها تاما بين مناخ مدينتي إيموزار كندر وإفران، ولكن قد يكون الفرق بين المدينتين فيما يتعلق بتوفر حطب التدفئة حيث أن ساكنة مدينة إفران قد تحصل على حطب التدفئة بأثمان مناسبة على عكس إيموزار كندر حيث تكثر المضاربات وربما الضغط الذي تمارسه مصالح المياه والغابات وبعض المصالح الأخرى من سلطات محلية ودرك ملكي وقوات مساعدة على لصوص الغابة في إطار الحفاظ على الثروة الغابوية من باب المسؤولية المهنية قد تساهم في عدم توفر حطب التدفئة او انعدامه وفي حالة إن توفر فبأثمان خيالية ويكون في متناول الميسورين مع ازدياد الطلب وقلة العرض. على النقيض من كل هذا تعتبر الغابات المحيطة بمدينة إيموزار كندر غربا وشرقا وجنوبا ثروة وطنية يجب التعامل معها ومع جميع إكراهاتها بكل موضوعية أما ضعف التشريعات الزجرية والقوانين الأكثر صرامة والرادعة التي يمكن أن تقلل من ازدياد الضغط البشري على الموارد الغابوية من طرف الحطابة وسماسرة الحطب وأشباح الغابة. إن أهمية الحفاظ المستدام على المحيط البيئي يمكن أن يكون جزءا من الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة والذي يجب أن يقوم على المقاربة التشاركية في تدبير الملك الغابوي عبر إشراك السكان وفعاليات المجتمع المدني، والعمل على دعم استهلاك الكهرباء بأثمنة مدعمة مع ضرورة إنشاء هيئات محلية تكون تحت إشراف السلطة المحلية لتتبع تطبيق مقتضيات الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة. وفي مجمل القول يمكن الحديث عن معاناة فعلية للساكنة في الحصول على حطب التدفئة وفي المقابل هناك حملة مسبوقة من طرف المندوبية السامية للمياه والغابات ممثلة في مصالح المياه والغابات والتي ضيقت الخناق على كل مستعملي الغابة كمصدر لكسب لقمة العيش او الأغتناء مما يضع المواطن أمام مطرقة الحصول على حطب التدفئة وسندان ضرورة الحفاظ على الثروة الغابوية لنكون هنا أما معدلة صعبة يجب أن تجد حلولا ليس على حساب الثروة الغابوية.