افتتح مؤخرا برواق المركب الثقافي سيدي بليوط بالدارالبيضاء معرض تشكيلي جماعي تبرز لوحاته تعبيرات وأساليب مختلفة لكن قاسمها المشترك هو التنقيب عن جمال الطبيعة والتراث المغربي الأصيل. ويعكس هذا المعرض التشكيلي, الذي تنظمه المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة الدارالبيضاء الكبرى حتى السابع والعشرين من نونبر الجاري, تصورات ورؤى تمتح من مدارس تشكيلية مختلفة. وأبرزت الفنانة حليمة الدوة, التي تشارك في هذا المعرض ب 12 لوحة, في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, أن لوحاتها تندرج في خانة الانطباعية في صيغة جديدة, تسمح لها بالاشتغال بحرية أكثر على الطبيعة من خلال استثمار ألوان فاتحة. وأضافت أن الطبيعة, التي تشكل ركنا أساسيا في عمل أي فنان, تزداد غنى بالمعرفة, خاصة حينما يتعلق الأمر بنقل انطباعات عن المرئي وغير المرئي في حركات الطبيعة وتحولاتها, مع التعرف على مكامن جمالها. أما الفنان عبد السلام العمراني, الذي يشارك في المعرض ب 9 لوحات, فقال إن لوحاته, التي تندرج في خانة الواقعية الانطباعية, تحاول إعطاء قيمة للأشياء المهملة وللتراث من أجل المساهمة في تربية الذوق. وأضاف العمراني أنه يشتغل في نسج عوالم بعض لوحاته على الصباغة المائية, في الوقت الذي يستثمر الصباغة الزيتية في لوحات أخرى. ومن جانبه, اعتبر الفنان عبد الفتاح قرمان, الذي يشارك في المعرض ب 7 لوحات, أن أعماله تندرج في إطار الواقعية القصوى (إيبيرياليزم), مشيرا إلى أنه يشتغل على الواقع والمتخيل عبر توظيف ما سماه «الطبيعة الصامتة», أي كل ما هو موجود في المدينة القديمة وفي التراث. وتابع قرمان أنه يلجأ في بعض الأحيان إلى اقتباس مناظر الصورة الفوتوغرافية, لكنه أشار إلى أن العمل التشكيلي الفني, ينضح مع ذلك بالروح والمعاناة.