شكلت الدورة الثانية للمهرجان الدولي للشاي، التي احتضنتها مدينة وجدة، فرصة لعرض برنامج غني مطبوع بلحظات حميمية وفرصة للإطلاع على متختل طرق إعداد واستهلاك الشاي. وقد أتاحت هذه التظاهرة للزوار، الذين توافدوا بكثافة على «ساحة 9 يوليوز» حيث نصب زهاء العشرين رواقا، فرصة الاطلاع على الطرق المختلفة لإعداد الشاي والعادات المرتبطة باستهلاكه عبر مر العصور. وبفضل مشاركة كل من الجهة الشرقية، وجهة العيون بوجدور، التي كانت ضيف شرف هذه الدورة، وممثلين عن دول أجنبية معروفة بعراقة تقاليدها في إعداد الشاي، وكذا من خلال حصص ارتشاف كؤوس الشاي المبرمجة بالمناسبة، تمكن الزوار من تكوين فكرة عن أشهر الأوجه الاحتفالية التي ترافق إعداد الشاي الذي يعد المشروب الأكثر استهلاكا في العالم بعد الماء. وحسب الرئيس المؤسس لجمعية «أطفال زليجة» التي نظمت هذا المهرجان تحت شعار «أصالة الشاي»، فإن إعداد الشاي واستهلاكه يتخذ أشكالا عدة، ويختلف باختلاف ثقافة وعادات كل بلد، كما أن مزاياه العلاجية كثيرة. وذكر بأن الشاي بالنعناع يعتبر في المغرب مشروبا تقليديا بامتياز ويرمز إلى حفاوة الاستقبال التي ميزت المغاربة على الدوام، مضيفا أن «كيفية إعداد الشاي واستهلاكه تختلف بحسب المواسم والجهات». وقال إن المهرجان الدولي للشاي جاء ليحتفي «بالتاريخ العريق لورقة جابت العالم بأسره، وهي الآن تؤثث للحظات حميمية من خلال خلق جو دافئ يعزز التنافس بين المشاركين في مسابقة تذوق أفضل رشفة شاي». وأوضح المنظمون أن هذه المسابقة تمت بمشاركة ممثلين عن 15 قبيلة من الجهة الشرقية مشيرين إلى أن الغاية المنشودة «ليست هي الفوز في المسابقة بحد ذاته وإنما الالتفاف حول كؤوس الشاي، وتبادل أطراف الحديث مع القبائل الأخرى». وقد منح أعضاء لجنة التحكيم الجائزة الأولى للسيد حبيب أوراغي من قبيلة لبصارة، فيما آلت الجائزة الثانية والثالثة على التوالي إلى السيدين رمضان بلعرج من قبيلة بني فشات (دبدو) واحميدي لحبيب من قبيلة بني وكيل. كما استمتع جمهور هذه التظاهرة بعروض فنية متنوعة قدمتها جمعيات فلكلورية محلية ووطنية، عكست غنى وتنوع الموروث الثقافي والفني للمغاربة من قبيل لعلاوي المحلي وأحواش و كناوة. وقد تميزت الدورة الثانية للمهرجان الدولي للشاي، التي نظمتها وكالة التنمية بالجهة الشرقية، ووكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، وولاية وبلدية وجدة، بمشاركة دول أجنبية كماليزيا، وتونس، وموريتانيا، وفلسطين.