جدد الكاتب عبد اللطيف اللعبي الدعوة إلى خلق دينامية وطنية من أجل المساءلة الثقافية بالمغرب، سماها بالحركة المواطنة من أجل فعل ثقافي حقيقي، وذلك بعد النداء التي كان قد صاغه منذ قرابة ثلاثة أشهر تحت عنوان «من أجل ميثاق وطني للثقافة». وقال اللعبي الذي كان يتحدث الخميس الماضي، في لقاء مفتوح ضمن فعاليات المقهى الأدبي الذي دأبت على تنظيمه مقهى «بيتري» بالرباط «إن الواقع الذي توجد عليه الثقافة في البلاد هو واقع «دراماتكي» مشيرا إلى أن هناك مشكلا شموليا يعرفه الواقع الثقافي المغربي، وهو ما يفرض في نظره وجود حركة مواطنة في المجال الثقافي. وانتقد عبد اللطيف اللعبي بصراحته المعهودة، وزارة الثقافة التي وصفها تارة ب»المرأة العجوز» التي لم تعد قادرة على فعل أي شيء، وتارة أخرى ب»الملحقة التابعة لوزارة السياحة»، مشيرا إلى أن المغرب يعيش أكبر إفلاس على المستوى الثقافي وأن الدليل على ذلك هو واقع التعليم العمومي. وبحرقة السؤال الذي يسكن الشاعر والكاتب حول الراهن الثقافي والسياسي المغربي ، تساءل صاحب ديوان «مملكة البربر» عن جدوى وجود وزارة الثقافة إذا كان الأمر يقتصر فقط على وجود مكاتب تنعدم بها الحياة وموظفين لا يفعلون أي شيء، داعيا إلى التفكير في خلق مؤسسات تعنى بالشأن الثقافي دون الحاجة إلى وزارة للثقافة، وأسئلة أخرى تخص حاضر الثقافة المغربية ومستقبلها، في بناء التصور الاستراتيجي، الذي يجعل الثقافة والإبداع حاضرين في عمق التنمية وتجديد القيم. إن انشغال عبد اللطيف اللعبي بالسؤال الثقافي لم يكن وليد اللحظة بل هو سؤال ظل يسكنه منذ القدم انطلاقا من إيمانه بأهمية الفعل الثقافي ودوره الحيوي في المجتمع، ومن ثمة يرى صاحب «قاع الخابية» أن الوقت ملائم لخلق دينامية جماعية للفعل الثقافي، موجها نداءه إلى مختلف الفاعلين السياسيين وهيئات المجتمع المدني والمثقفين ليتحمل كل مسؤولياته، داعيا الجميع إلى التحرك من أجل إنقاذ الواقع الثقافي ببلادنا، مشيرا إلى أن نداء «من أجل ميثاق وطني حول الثقافة» هو اليوم في حاجة إلى تطويره سواء من حيث الشكل أو المضمون، وذلك في اتجاه صياغة كتاب أبيض حول الثقافة. ورفض صاحب رواية «تجاعيد الأسد» أن يتدخل أحد في حريته الشخصية وأن يصادر حقه في التنقل، في رد على استفزاز المخرج السينمائي نبيل لحلو الذي انتقد إقامته بفرنسا، وقال عبد اللطيف اللعبي: «أنا اخترت العيش بين بين، فعندما أشعر بالاختناق في المغرب أذهب إلى فرنسا وعندما يحصل نفس الشيء هناك أعود إلى المغرب». وتحدث اللعبي خلال هذا اللقاء عن فعل الكتابة والقراءة، مشيرا إلى أن الكتابة بالنسبة إليه مغامرة مشتركة تقتضي ضرورة وجود كاتب حتى يكون هناك كتاب، وقارئ محتمل غير معروف هو الذي سيكتشف النص ويكمل المغامرة، مشيرا إلى أنه ليست هناك قراءة واحدة بل هناك قراءات متعددة، وأن هذه المشاركة هي أجمل ما في هذه المغامرة، حسب تعبيره.