استضاف برنامج مستودع في حلقة مساء الاثنين الماضي، أحد الضيوف من أجل الدفاع عن الوداد وجلد الحكم البعمراني. الدعوة وجهت للسيد إدريس السلاوي المسؤول عن التواصل داخل فريق الوداد والذي حكم على نفسه كونه جديد في عالم التسيير من1997، من أجل الدفاع عن الوداد والتي تعرضت في نظره للظلم من طرف الحكم البعمراني أمام اولمبيك خريبكة. ففي عملية مفضوحة، بل تعتبر سابقة في تاريخ الإعلام العمومي، أن تصبح قناة رياضية عمومية رهن إشارة فرق معينة دون أخرى، وهنا لابد من طرح السؤال وأتحدى منشط البرنامج أن يجد وصفة سحرية للدفاع عن نفسه: كيف وجه الدعوة لممثل الوداد بالذات؟ هل هو حدس أم هو توجه جديد ضمن إستراتيجية القناة؟ هو توجه إذن يقضي بفتح الباب أمام الفرق للدفاع عن نفسها وجلد الحكام وليست كل الفرق، انه ليس استثناء أن توجه الدعوة لمسير الوداد، لقد اتضح المبهم الغامض في تعامل منشطي القناة مع فرق بعينها دون سواها، وذلك من خلال البث المباشر للمباريات والحماس الزائد على اللزوم عندما يكون الفريق الطرف هو الرجاء أو الوداد. نحن لسنا ضد المنشطين أن يكونوا من أنصار الوداد أو الرجاء، فهي فرق لها قاعدة عريضة من المدافعين، لكن أن تتحول القنوات التلفزية التي هي عمومية وليست خاصة إلى ملك لفرق دون أخرى، فذلك الذي يرفضه المنطق والحياد التام وتكافؤ الفرص بين جميع أطراف العلاقة في موضوع الكرة بل والرياضة عموما. وحتى وإن فتح صاحب المستودع الباب لمسير الوداد، فإنني كنت أشفق عليهما لان مسير الوداد لا يملك الأدوات الضرورية لصياغة الدفاع عن فريقه، وهو الذي أكد انه بدأ التسيير الكروي بالوداد نهاية التسعينات، ومن الصعب عليه أن يكون عارفا بكل دقائق الأمور، نفس الشيء يقال عن المنشط الذي يبدي تحيزا سافرا لفرق معينة. ألم يكن يستحق فريق أولمبيك أسفي وهو الذي حرمه الحكم التيازي من إصابة مشروعة من توقيع السملالي، أن يكون ضيفا على البرنامج المذكور، لنشر غسيله - كما فعل مسؤول الوداد البيضاوي - وتمنح له مساحة مهمة من البرنامج ليظهر بمظهر العارف بقوانين التحكيم ويعطي وجهة نظره بخصوص حالات أخرى ويقيس على ذلك، لكن مع وجود الفارق. نحن لا نطلب من صاحب المستودع أن يتفضل على الفرق التي تهضم حقوقها بأن تنزل ضيفا على البرنامج غير الحيادي والذي أظهر انحيازه المفضوح للوداد خلال حلقة الاثنين الماضي، بل كان أجدر به أن يعطي مثلا الفرصة للحكم البعمراني الفرصة للرد في اللحظة ذاتها، لما وقع له في هذه المباراة ليصبح الجلاد عوض الضحية. لقد تأكد جليا وبعد طول متابعة لبرامج القناة الرياضية من هم الضيوف والمحللون والخبراء، وكيف ينساق المنشطون وراء فرق دون أخرى، وكيف تنسج التحليلات والتعاليق، ويمكن الرجوع للأشرطة ليتم الفصل بين ماهو رياضي وما هو إشهاري، يحمل من المزايدات ما هو أكبر من الهم على القلب. ما كان يجب إثارة هذا الموضوع لو مرت الأمور خلال حلقة الاثنين من دون أن يحشر فيها مسير الوداد، فجاءت حلقة ضعيفة شكلا ومضمونا. قد تختلف القراءات لكن لا يمكن في مباراة الوداد المنهزم أمام اولمبيك خريبكة، أن يكون الحكم هو السبب في حدوث الهزيمة، بقدر ما كانت أنانية اللاعبين ومن خلفهم المسيرين، هي السبب الرئيسي وراء ذلك، ولا يمكن أن يصبح الحكم الشماعة التي يعلق عليها تواضع المستوى العام للفريق، وهو ما أكده مسير الوداد والذي أبان عن محدوديته في الدفاع عن فريقه. أريحونا من صناعة برامج لا يمكن أن تضيف للدلالة شيئا، برامج أصبحت في نظر الرأي العام عبارة عن سيناريوهات موجهة، فالقناة عمومية وليست حكرا على فئة دون أخرى، فهل يا ترى من يراقب ما تبثه هذه القناة؟ أم أن «الرياضية» بها لهو ليس إلا؟...