أكدت مصادر إحصائية فلسطينية رسمية الاثنين الماضي بأن إسرائيل واصلت التوسع الاستيطاني في 120 مستوطنة خلال فترة التجميد الاستيطاني التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية قبل أشهر وانتهت الأحد الماضي. وأشارت الإحصائيات التي أوردها مدير مركز الأبحاث والأراضي د. جمال طلب، إلى أن الأنشطة الاستيطانية طوال فترة التجميد لم تتوقف، حيث أن عدد المستوطنات التي يجري التوسع فيها 120 مستوطنة، وأن عدد الوحدات المنفذة أو التي يجري العمل فيها 1520 وحدة، فيما بلغ عدد الوحدات التي يجهز لعقود العمل فيها 2066، وأن عدد الوحدات التي خطط لبنائها مستقبلا بلغت 37679 وحدة استيطانية. وحسب الإحصائيات فإن حجم ما صودر من أراض فلسطينية خلال فترة التجميد بلغ 5906 دونما، فيما تم جرف 920 دونما، وهدم 280 مسكنا ومنشأة، وبلغ عدد المساكن والمنشآت المهددة بالهدم 830، عدا عن الاستيلاء على 13 مسكنا آخر، فيما منعت قوات الاحتلال شق 10 طرق في أنحاء مختلفة في الضفة الغربية، في حين شق المستوطنون 28 طريقا لهم. ومن جهته، شدد وزير الدولة لشؤون الجدار والاستيطان في الحكومة الفلسطينية ماهر غنيم، على أن استمرار الانتهاكات الاستيطانية في الضفة الغربية، يعني إيقاف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، واللجوء إلى الأممالمتحدة للمطالبة بالحقوق الفلسطينية. وقال «طوال فترة العشرة شهور الماضية (فترة التجميد)، والتي انتهت رسميا الأحد الماضي وفعليا أواخر الشهر الجاري، فإن الانتهاكات سواء في الاستيطان، أو في مصادرة وتجريف الأراضي، أو في هدم المنازل والاستيلاء عليها لم تتوقف، فيما يدل على توزيع للأدوار بين الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين لإعاقة عملية السلام». وكانت إسرائيل أعلنت في ال25 من شهر نونبر من العام الماضي تجميدا جزئيا للاستيطان، لم يشمل القدسالمحتلة آنذاك وبناء المنشات العامة كالمدارس والمستشفيات. وأضاف غنيم «إن حوالي 52 ألف وحدة استيطانية بين ما نفذ وما يجري تنفيذه وما يخطط له، يتركز أكثرها في القدس، ومناطق الأغوار، والمناطق المصنفة «سي» في الضفة الغربية التي هي أكثر المناطق الفلسطينية تعرضا للانتهاكات الإسرائيلية، وهذا دليل واضح على أهمية المطالب الفلسطينية بضرورة وقف الاستيطان كشرط لمتابعة المفاوضات من ناحية، و على أهمية تدخل المجتمع الدولي لحماية الحقوق الفلسطينية من ناحية أخرى».ونفى غنيم أن تتمثل المطالب الفلسطينية في إعلان إسرائيلي يفيد بتجميد الاستيطان بينما تتواصل الانتهاكات الاستيطانية على الأرض، قائلا «إن المطلوب فلسطينيا هو إجراء فعلي على الأرض يضمن الحقوق الفلسطينية، بغض النظر عن المسميات تجميد أو إيقاف أو غيره». وبخصوص اعتداءات المستوطنين المتكررة على المواطنين، والتي بلغت (بحسب إحصائيات الوزارة) 363 اعتداء، قال غنيم «إن ذلك مرده إلى السيطرة الإسرائيلية الكاملة على المناطق المصنفة ‹سي› البعيدة عن مناطق نفوذ السلطة الوطنية». بدوره، قال مدير مركز الأبحاث والأراضي د. جمال طلب، «إن السعي الإسرائيلي لخلق وقائع على الأرض خاصة في مناطق القدس والأغوار، يدل على سعي إسرائيلي لإيجاد دولة استيطان داخل الأرض الفلسطينية». وترفض إسرائيل الحديث عن أي حل سلمي يشمل سيطرة فلسطينية على القدس، والتي تصفها ب»العاصمة الأبدية» لإسرائيل، وأي تواجد فلسطيني في مناطق الحدود الشرقية مع الأردن، في منطقة البحر الميت والأغوار.