«وفاء لهم».. موعد للاحتفاء بالذاكرة احتضن بهو مسرح محمد الخامس بالرباط ، مساء الخميس الماضي، حفلا تكريميا أدى خلاله أفراد أسرة الإذاعة والتلفزة واجب الوفاء لرواد ورائدات بصموا التاريخ الإعلامي الوطني. ولبى حشد من الإعلاميين ونخبة من نجوم الغناء والتمثيل وشخصيات عامة، دعوة الجمعية المغربية لمهنيي الإذاعة والتلفزة للاحتفاء بأسماء طبعت بقوة ذاكرة أجيال من المستمعين والمشاهدين، وساهمت في بناء الذائقة الجماعية والالتفاف حول القيم الوطنية والانسانية. لطيفة الفاسي، الحسين بنحليمة والحسين العمراني، ثلاثة أسماء ألفتها الأذن والعين، طوال سنين من رسالة اعلامية نبيلة وملتزمة، فكان حقا على جيل الإعلاميين الذين نهلوا من تجاربهم الرائدة، التأسيس للحظات عرفان وامتنان من هذا النوع، كما قال رئيس الجمعية، ادريس الادريسي. وشدد الإدريسي على أن الرعيل الأول من صناع التجربة الإعلامية في القطاع السمعي البصري كان صوتا كرس تعددية المشهد المغربي وساهم في إرساء أجواء التسامح وتوطيد مشاعر الوحدة الوطنية. شهادات نابضة بصدق الانتماء المشترك وحكايات من "أيام زمان" كما وصفها الإعلامي الصديق معنينو، تواردت في أجواء مشاطرة دافئة على لسان زملاء مجايلين أو نخبة من الجيل الجديد الذي حمل مشعل استمرارية الإرث الذي خلفه هؤلاء الأعلام. وخيمت مسحة حزن وشعور بالفقدان على هذه الاحتفالية التي نشطتها الإعلامية فاطمة الافريقي، على وقع الرحيل المؤلم للإعلامية الرائدة لطيفة القاضي، إحدى أيقونات الزمن الإعلامي الجميل. وفي سياق ذات الوعي بضرورة ربط الصلة بين الماضي والحاضر، تم تقديم كتاب الإذاعي محمد الغيداني تحت عنوان " للإذاعة أعلام" والذي يؤرخ لسير ومسارات الإذاعة الوطنية من خلال التأريخ لمائة إعلامي مغربي منذ بداية عصر الأثير وصولا الى التسعينيات. واعتبرت الإعلامية صباح بنداود أن هذا الكتاب التوثيقي لبنة تأسيسية في مجال تدوين وحفظ التاريخ السمعي البصري بانعطافاته وتحولاته الكبرى. وتعهد إدريس الإدريسي، خلال عرضه لمحاور البرنامج المستقبلي للجمعية بتنظيم سلسلة من الفعاليات التي تتقاطع كلها عند مسألة حفظ الذاكرة وتكريم الرعيل الأول من صناع الإذاعة والتلفزة. وكشف رئيس الجمعية عن تنظيم مهرجان الرباط الدولي للفيلم التلفزيوني وتخليد الذكرى 54 لتأسيس التلفزيون وإحياء ليلة التتويج الخاصة بمهنيي الإذاعة والتلفزة كمحطة أساسية في سنة 2016 .