تحتضن مدينة فاس خلال الفترة ما بين 24 و 26 يوليوز المقبل المهرجان الوطني للثقافة الأمازيغية في دورته الحادية عشرة الذي أضحى موعدا للاحتفاء بهذه الثقافة وبكل مكوناتها الفكرية والفنية والإبداعية باعتبارها تشكل جزء أساسيا ومحوريا من الهوية المغربية . ويروم هذا الحدث الثقافي والفني الذي تنظمه كل من " جمعية فاس سايس " و" مؤسسة روح فاس " إبراز الدلالات التاريخية والاجتماعية والانتربولوجية للثقافة الأمازيغية والأدوار التي تضطلع بها في فهم التاريخ وفي تعزيز الوحدة الترابية وسبل التبادل الثقافي والتعايش إلى جانب التأكيد على الأهمية التاريخية والاجتماعية والحضارية لتحالف الثقافات والأديان في العالم من أجل السلام . وموازاة مع هذا المهرجان الوطني الذي ينظم بشراكة وتنسيق مع " مركز جنوب شمال لحوار الثقافات " والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية " سيتم تنظيم مؤتمر دولي حول موضوع " تحالف الثقافات والأديان من أجل السلام ". وسيقوم بتأطير هذا المؤتمر الدولي الذي سيحضره باحثون ومفكرون من المغرب والخارج مجموعة من الخبراء وبعض الكفاءات الوطنية والدولية التي لها اهتمام وازن بقضايا وإشكالات تحالف الثقافات والأديان والتصورات الكفيلة بدعم وتقوية هذا التحالف تكريسا لقيم السلام والتسامح . وسيركز المشاركون في هذا المؤتمر الدولي على أهمية تمازج الثقافات والحوار بين الأديان وكذا دور الثقافة في عملية التحول الديمقراطي وتكريس السلام . وسيشكل هذا الملتقى العلمي والأكاديمي حسب المنظمين مناسبة لوضع مجموعة من التصورات في أفق تشكيل مقاربة متجانسة من شأنها تقوية الحوار بين الثقافات والديانات. وإلى جانب الشق الأكاديمي للمهرجان يتضمن برنامج الدورة 11 للمهرجان الوطني للثقافة الأمازيغية التي سيحضرها مجموعة من الباحثين والمفكرين والأكاديميين من المغرب والخارج تنظيم سهرات فنية كبرى للاحتفاء بالأغنية الأمازيغية والشعبية ستقدمها مجموعة من الفرق والمجموعات إلى جانب بعض الفنانين والمنشدين الذي برعوا في المحافظة على هذا الموروث الفني وضمان استمراريته. وستشكل هذه السهرات الفنية التي سيشارك فيها شعراء وفنانون من مختلف جهات المغرب إلى جانب مبدعين من الخارج مناسبة للاحتفاء بهذا الإرث الأدبي والفني وإحيائه. كما يتضمن برنامج هذه الدورة تنظيم معارض لكتب وإصدارات تجعل من الثقافة الأمازيغية محورا لها بالإضافة إلى تنظيم معارض لمنتوجات الصناعة التقليدية والأعمال الفنية والزربية الأمازيغية وغيرها. وكانت الدورة العاشرة للمهرجان الوطني للثقافة الأمازيغية قد تمحورت حول موضوع تداخل الثقافتين الأمازيغية والحسانية وعلاقتهما بثقافات إفريقيا جنوب الصحراء وتميزت بتنظيم لقاءات فكرية وسهرات فنية شارك فيها العديد من الفنانين والمجموعات الغنائية من المغرب والخارج .