تعيين جلالة الملك لعبد اللطيف الحموشي مديرا عاما للأمن الوطني، مع احتفاظه بمنصبه على رأس مديرية مراقبة التراب الوطني، من المؤكد هو قرار لا يخلو من تكريم مستحق للرجل وتقدير لنجاحاته المهنية على رأس جهاز الاستخبارات الداخلية، ولكن الرسالة البارزة تتمثل كذلك في حاجة مديرية الأمن لسرعة أخرى توازي الإيقاع الذي باتت تسير عليه مديرية مراقبة التراب الوطني في الفترة الأخيرة، ومن ثم فوجود إدارة مشتركة للجهازين من شأنه تسريع وتيرة إعمال هذا الإيقاع المطلوب، وجعل كامل مكونات منظومتنا الأمنية الوطنية تتحرك ضمن الإيقاع نفسه وبذات النجاعة والفاعلية المهنية والعملياتية. الوضع الأمني العام في كثير من المدن والمناطق صار مثار شكايات المواطنات والمواطنين، وخصوصا في المدن الكبرى والمتوسطة وفي المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وتنقل الصحف ومواقع الانترنيت، فضلا عن حكايات الناس، كثير قصص ووقائع يوميا، وكل هذا يتطلب مخططا استعجاليا يعتمد على ممارسة القرب والانتشار الدائم والمستمر لعناصر الأمن في الأحياء والشوارع وبمختلف النقط السوداء المعروفة، ويقوم على فعالية الأداء والتدخل، وبالتالي على تمتين إحساس الناس بالأمن والاطمئنان على سلامتهم وسلامة أبنائهم وعلى أمنهم وممتلكاتهم، وكل هذا يفرض اليوم نقلة حقيقية في عمل مديرية الأمن، مركزيا وفي المناطق، وهذا هو الانتظار المركزي المعول على المدير العام الجديد لإحداثه، أي الرفع من منسوب نجاعة الأداء والصرامة تجاه كل ما يهدد أمن الناس وسلامتهم. نعرف، في نفس الوقت، أن جهاز الشرطة في حاجة حقيقية لتطوير إمكانات عمله، وهو في حاجة أيضا إلى وسائل عمل عصرية وناجعة والى مقرات عمل لائقة والى موارد بشرية كافية عددا وتأهيلا، وقادرة على التغطية الكاملة وتلبية كل الحاجيات الوطنية، كما أنه من المؤكد أن العاملين في هذا الجهاز يستحقون العناية المادية والاجتماعية اللازمة لتحسين أوضاعهم وظروف عيشهم وعيش أسرهم، وتقوية الرعاية الموجهة إليهم في مختلف المجالات، ولهذا لا بد لإنجاح مسلسل التأهيل ولربح رهان الفاعلية والنجاعة الاهتمام كذلك بالجوانب البشرية والاجتماعية والمادية واللوجيستيكية للعاملين في القطاع، فضلا عن التكوين المستمر لهم . التدبير المشترك لمديريتي الأمن ومراقبة التراب الوطني من طرف مسؤول واحد يجب أن يكرس، فضلا عن نجاعة الأداء وسرعة الإيقاع، نموذجا جديدا لحكامة عصرية وصارمة داخلية ترتكز على ربط المسؤولية بالمحاسبة وعلى تقوية شروط احترام القانون في عمل عناصر الشرطة. شرطتنا لا بد أن تكتسب اليوم وسائل وإمكانات عمل في مستوى تحديات اليوم وواقع اليوم، لكنها أيضا لا بد أن تقوم على تدبير عام يتمثل أسس القانون وقيم حقوق الإنسان المتعارف عليها في هذا العصر، وأن تمتلك شجاعة الانفتاح على محيطها وعلى الإعلام ، وأن تنجح في امتلاك ثقة المواطنات والمواطنين بلا خوف أو تجاوز أو جمود. تعيين عبد اللطيف الحموشي على رأس مديرية الأمن يجب أن يكون بداية مرحلة جديدة فعلا. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته