الصديقي: المغرب أمامه فرصة حقيقية لربح معركة التنافسية الدولية عبر التحكم في المعرفة والابتكار والبحث العلمي قال وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية عبد السلام الصديقي، أول أمس الأربعاء بمكناس، إن أمام المغرب فرصة حقيقية لربح معركة التنافسية الدولية عبر التحكم في المعرفة والابتكار والبحث العلمي والإنتاجية الفكرية. وأوضح الصديقي، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة ال 15 لمنتدى الفنون والمهن للمقاولات الذي ينظمه، على مدى يومين ، طلبة المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن وذلك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن مستقبل الجامعة يتحدد بمستقبل البحث العلمي مما يدعو الجامعة إلى الرفع من حجم الإنفاق في البحث العلمي والتقني وبمستوى الاستثمار في مسالك التكوين المرتبطة بمهن المستقبل. وأوضح من جهة أخرى أن الحكومة تعمل جاهدة على تنفيذ سياسة شمولية لإنعاش التشغيل ترتكز بالخصوص، على سياسة ماكرو اقتصادية تستهدف تأهيل وبناء اقتصاد سليم وتقوية جاذبيته إزاء الاستثمار الوطني والأجنبي وتحسين قدرته على إحداث مناصب عمل مؤهلة . وأضاف الوزير، خلال هذا اللقاء المنظم تحت شعار"مهندس الفنون والمهن في خدمة المخطط الوطني لتسريع الصناعة والتنمية الجهوية"، أن الحكومة وعيا منها بأهمية إدماج الشباب حاملي الشهادات في الحياة العملية ، جعلت من ورش إنعاش التشغيل إحدى الأولويات الأساسية في برنامجها، موضحا أن من بين أهدافها المسطرة تخفيض معدل البطالة من خلال دعم النمو الاقتصادي وتعزيز الإطار المؤسساتي لسياسة التشغيل وتكوين البرامج الإدارية لإنعاش التشغيل وتعزيز الوساطة في سوق الشغل . وأبرز السيد الصديقي، بالمناسبة، أهمية الاستراتيجية الوطنية للتشغيل التي تمت بلورتها وصياغتها بإشراك جميع الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين والتي من بين أهدافها تعزيز خلق فرص الشغل والعمل اللائق والمنتج وتقوية البرامج النشيطة للتشغيل والوساطة في سوق الشغل وتحسين حكامة سوق الشغل وتثمين الرأسمال البشري، مبرزا أيضا أهمية المبادرات المحلية لإنعاش التشغيل التي أعطيت انطلاقتها ببعض عمالات وأقاليم المملكة والرامية ، بالخصوص، إلى تنمية التشغيل الذاتي وتعزيز سياسة القرب بفتح وكالات محلية للتشغيل وفضاءات للتشغيل في بعض الكليات والمعاهد . من جانبها ، أبرزت الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر السيدة سمية بنخلدون، أن المغرب أصبح اليوم "يطرق أبواب الدول الصاعدة "وذلك بفضل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وبفضل تراكم المجهودات التي قامت بها الحكومات المتعاقبة والحكومة الحالية . وتوقفت السيدة بنخلدون عند أهمية مخطط التسريع الصناعي 2014-2020 الذي تم إطلاقه السنة الماضية والذي يروم إرساء أنظمة صناعية تمكن من تقوية النمو الاقتصادي وخلق المزيد من فرص الشغل تصل إلى 500 ألف منصب وذلك بهدف جعل هذا القطاع يساهم ب23 في المائة من الناتج الداخلي الخام في أفق سنة 2020، مشيرة إلى أن الحديث عن التسريع الصناعي يستدعي بالضرورة استحضار فاعلين أساسيين هما المقاولة والعنصر البشري . وأكدت أن تفعيل مجموعة من البرامج المندمجة والاستراتيجيات الجديدة التي انخرط فيها المغرب كمخطط المغرب الأخضر ومخطط "أليوتيس" ومخطط التسريع الصناعي يتطلب مقاولة مواطنة والعنصر البشري الكفء الذي يبقى مرتبطا بالتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، مشيرة إلى أن تحقيق "شغل منتج وشغل للجميع" هو رهين بالنجاح في التعليم العالي والبحث العلمي عبر تكوين المهارات والكفايات التي ستحرك مختلف الأوراش وتساهم في تفعيل مختلف المخططات والبرامج. وأبرزت الوزيرة من جهة أخرى، أن الوزارة حرصت في إطار مخطط 2012- 2016 على القيام بإصلاح بيداغوجي شامل يتمثل بالخصوص، في إعداد واعتماد هندسة بيداغوجية جديدة مكنت الجامعات من تنويع التكوينات وملاءمتها مع متطلبات المحيط الاقتصادي والاجتماعي ، والشروع في اعتماد النهج التعاقدي في تعامل الجامعة مع محيطها للرفع من وتيرة التكوين في عدد من التخصصات التي يتطلبها سوق الشغل. كما سعت الوزارة ، تضيف الوزيرة ، إلى وضع مخطط لتكوين أقطاب تكنولوجية كبيرة وقوية انطلاقا من تجميع عدد من المؤسسات الجامعية وتجميع مدارس للمهندسين ، فضلا عن إحداث مدن للابتكار وتقوية البنيات التكنولوجية المشتركة وتوفير التمويل للأنشطة المتعلقة بالتثمين والابتكار ، فضلا عن الجهود المبذولة لتحسين الحكامة. من جهته، أكد والي جهة مكناس-تافيلالت السيد محمد قادري، أن تنظيم هذا المنتدى، الذي يأتي في ظل ما يعرف المغرب من تحولات سوسيو-اقتصادية ، يشكل فضاء لتبادل الخبرات بين الطلبة المهندسين والفاعلين الصناعيين، كما يشكل أرضية للتفكير حول الابتكار كشرط أساسي لتنمية الصناعة الوطنية وتنافسيتها بالأسواق الأجنبية، مشيرا إلى أن تنمية القطاع الصناعي يستوجب المساهمة الفعالة والمنتجة لمختلف الجامعات والمدارس العليا وجميع المتدخلين في المجال. أما رئيس جامعة مولاي اسماعيل حسن السهبي، فأكد أن هذا المنتدى هو مناسبة لتدارس ومناقشة أهمية الحكامة الاقتصادية الجيدة وإبراز دور المهندس في مواكبة مخطط التسريع الصناعي، مضيفا أن هذا اللقاء يشكل أيضا فضاء للتلاقي بين الطلبة المهندسين والفاعلين الاقتصاديين من مقاولات ومؤسسات عامة وخاصة . وأجمع عدد من المتدخلين، خلال هذا اللقاء، على الدور الأساسي الذي تلعبه المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن في تكوين العنصر البشري وأهميته في التنمية الوطنية وجلب الاستثمار عن طريق المقاولين. وأشاروا إلى أن تنظيم هذا المنتدى يجسد انفتاح هذه المدرسة على محيطها وتقوية التواصل بين الطلبة المهندسين والعالم المهني مما يساهم في تنمية مهاراتهم، مضيفين أنه لا يمكن للقطاع المقاولاتي أن يلعب دورها إلا بتكوين وتأهيل الموارد البشرية لاسيما فئة المهندسين. وتم على هامش هذا اللقاء، التوقيع على اتفاقيتي شراكة، الأولى بين جامعة مولاي اسماعيل والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمكناس تروم تبادل الخبرات وتقديم المساعدة التقنية وإنجاز مشاريع مشتركة وتنظيم منتديات مشتركة أيضا. أما الاتفاقية الثانية التي تم توقيعها بين الجامعة وشركة "ألتران-المغرب" فتروم توفير تدريبات للطلبة المهندسين وتقديم عروض التشغيل بفضاء المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن وكذا تزويد الشركة بلوائح أسماء الطلبة المهندسين المتخرجين. ويتضمن برنامج هذا المنتدى، الذي يضم مجموعة من الأروقة ل 30 مقاولة في عدة قطاعات صناعية منها الطيران والسيارات والطاقات المتجددة والصناعات الغذائية، تنظيم موائد مستديرة تتمحور، بالخصوص، حول "النموذج الصناعي الجديد والحكامة الجيدة في سياق التنمية الجهوية المندمجة " و"النظم الإيكولوجية بين خلق مناصب الشغل ونقل المعرفة".