تتكرر أسئلة مرضى السكري لأطبائهم قبل حلول شهر رمضان عن إمكان الصوم دون أن يؤثر سلبيا على حالتهم الصحية، لاسيما أن المرض يرتبط ارتباطا رئيسيا بتغيرات السكر في الدم نتيجة تناول الطعام أو الامتناع عنه وتتزايد أعداد ضحايا هذا المرض.. لكن التطورات العلمية الحديثة في علاجه وفرت لهم وسائل مريحة لتحسين حياتهم ولا يعاني جميع مرضى السكر نفس النوع والدرجة والمضاعفات الصحية للمرض، لذا تختلف طرق علاجهم التي تهدف أساسا إلى تجنب حدوث ارتفاع شديد في سكر الدم أو انخفاضه وفي رمضان يخشى الأطباء من حدوث انخفاض في مستوى سكر الدم ومضاعفاته الصحية الخطيرة ، خلال ساعات الصوم الممتدة بين الفجر إلى غروب الشمس خاصة عندما تطول فترة الصيام لتصل إلى حولي 15 ساعة عند حلول رمضان في فصل الصيف يتعرض مريض السكري خلال رمضان لحالتي انخفاض سكر الدم وارتفاعه ، اللتين تتأثران مباشرة بمقدار ما يتناوله من طعام ويستعمله من دواء وما يبذله من جهد عضلي ويتكرر حدوث حالة انخفاض سكر الدم لمريض السكر خاصة عند اعتماده على الأنسولين في علاجه خلال ساعات الصوم . وهي أشد خطرا على حياته من ارتفاع سكر الدم. يختلف مرضى السكري بعضهم عن البعض ، فالعمر و الوزن و طبيعة العمل و طول فترة المرض و نوع السكري ووجود أي حالات أخرى مصاحبة كلها عوامل هامة جدا في تحديد نوع العلاج الأمثل.. فنجد البعض يمكنه السيطرة على مستوى السكر من خلال اتباع نظام غذائي مع المحافظة على الوزن الأمثل، في حين يحتاج البعض الآخر للأقراص و حقن الأنسولين لتحقيق ذلك و كل هذه العوامل هامة جدا في تقرير مدى القدرة على الصيام بدون مشاكل بحيث أن نسبة السكر بالدم خلال فترة الصيام يفضل أن تكون بين 100 و200 مج/دل. ولهذا يجب الحرص على الإكثار من تناول السوائل بين الإفطار و السحور وقياس نسبة السكر بالدم في رمضان أكثر من المعتاد، و استشارة الطبيب إذا لوحظ و جود تفاوت كبير بين نسبة السكر أثناء الصيام و بعد الإفطار، أو عند الشعور بأعراض جديدة، يجب تناول الأصناف الآتية في السحور « الخبز الأسمر _الحبوب مثلا الفول أو الحمص، الفاكهة، كالموز والبرتقال والتفاح، الخضروات الطازجة و القليل من المكسرات كاللوز» و أن تبدأ إفطارك بتناول قليل من التمر واحدة أو اثنين مع بعض السوائل كالماء و الشوربة. وينصح لمرضى السكري بتجنب الإفراط في تناول الحلويات و الدهون و الإفراط في الأكل خاصة في وجبة السحور، تناول الكثير من القهوة و الشاي مع وجبة السحور، وعدم ممارسة الرياضة خلال ساعات الصيام دون استشارة الطبيب.