حيوية تنظيمية وسلوك ديمقراطي راسخ يعقد حزب التقدم والاشتراكية أيام سادس، سابع، وثامن فبراير الجاري، لقاءات جهوية بمختلف مناطق المملكة، وذلك في إطار الاستعدادات الجارية لعقد الدورة الثالثة للجنته المركزية المرتقب التئامها يوم السبت 14 فبراير. وتندرج هذه اللقاءات الحزبية الجهوية في إطار تنفيذ مداولات اجتماعات المكتب السياسي، وأيضاً ضمن تقليد تنظيمي دأب الحزب على تكريسه بغاية توسيع المناقشات المعمقة وسط هياكله، وتمكين أكبر عدد من المناضلات والمناضلين من المساهمة في صياغة المواقف الحزبية وإنضاجها، قبل أن يتم تتويج كامل هذا المسلسل التعبوي والتشاوري داخل الهيئة الحزبية المقررة، أي اللجنة المركزية التي تعتبر برلمان الحزب. اللقاءات الحزبية الجهوية التي من المقرر أن تكون انطلقت أمس الجمعة، تنعقد بمشاركة عضوات وأعضاء اللجنة المركزية، الكتاب الأولين للفروع الإقليمية والمحلية، البرلمانيين، منتخبي الحزب من رؤساء ومستشاري الجماعات المحلية ومجالس المقاطعات والغرف المهنية، أي أنها تعتبر منتديات موسعة تضم مختلف الفعاليات الحزبية في المناطق، وكل الهياكل والطاقات التي تُمارس العمل الميداني وسط الناس يوميا وداخل الهيئات والمؤسسات التمثيلية والمهنية والمدنية والجمعوية والحزبية، وهذا يتيح للمداولات الحزبية أن تلامس الواقع الملموس لشعبنا بشكل أكبر، وأن تختبر الموقف وزاوية النظر الحزبيين في علاقتهما بالواقع المحلي والميداني، أي أنها تقوم بإنضاج الموقف الحزبي وتجعله أكثر انسجاما مع الواقع. إن اللقاءات الجهوية التي يقيمها حزب التقدم والاشتراكية استعدادا لاجتماع لجنته المركزية لا تمثل فقط ممارسة تنظيمية داخلية تكرس سلوكا ديمقراطيا راسخا في الفكر والأداء منذ عقود، وإنما هي أيضا محطات إشعاعية للتواصل مع جماهير شعبنا في مختلف جهات البلاد، ولتقوية التعبئة من أجل الدفاع عن المطالَب الاجتماعية والاقتصادية والديمقراطية للفئات الشعبية، ولمواجهة الفساد، وأيضاً لتمتين الوعي الشعبي والوطني بمختلف الرهانات المطروحة على المغرب اليوم على صعيد وحدته الترابية واستقراره وأمنه، أو على مستوى مستقبله الديمقراطي والتنموي، وكل هذا لا يمكن أن تقوم به سوى الأحزاب الحقيقية وذات الشرعية والمصداقية. اللقاءات الجهوية لحزب التقدم والاشتراكية، والتي ستقام تحت رئاسة الأمين العام وأعضاء المكتب السياسي وبمساهمة وزراء الحزب، وستعرف تنظيم اجتماعات تنظيمية وتجمعات شعبية سياسية، هي أيضا ملتقيات مفتوحة مع السكان، ومع المناضلات والمناضلين في المناطق، أي أنها محافل لممارسة السياسة عن قرب، وبكامل النبل بلا شعبوية أو كلام فج، وهي تعبر عن حيوية تنظيمية وإشعاعية واضحة لحزب يزيد اليوم عمره عن سبعة عقود.