بينت دراسة أميركية حديثة أن قرابة 55% من الأطفال الرضع في الولاياتالمتحدة غالباً ما يضعهم أهلهم في وضعيات أثناء النوم من شأنها أن تعزز خطر الموت المفاجئ، رغم أن السلطات الفيدرالية سبق أن أصدرت توصيات بهذا الشأن. وغالباً ما ينام الأطفال الرضع تحت أغطية سميكة ويدثرون بملابس قد تؤدي إلى حجب الهواء عنهم، بحسب الباحثين في معاهد الصحة الوطنية ومراكز المراقبة والوقاية من الأمراض. وأوصت الدراسة بأن ينام الأطفال حديثو الولادة بمفردهم على سرير مستلقين على ظهورهم، على فرش ثابتة مغطاة بأغطية مثبتة، وتجنب أن يكون إلى جانبهم أي شيء رخو أو لعبة أو غطاء سميك. بدورها، أوصت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بوضع الأطفال على ظهورهم أثناء النوم، وأطلقت حملة للتوعية على هذا الأمر عام 2012. وانخفضت وفيات الأطفال المباغتة بنسبة 50% في الولاياتالمتحدة عام 2012، بحسب الباحثين. ويظهر الاستطلاع أن الأهل يلتزمون بغالبية التوصيات حول النوم السليم للأطفال، لكن يستثنى من ذلك استخدام الأغطية السميكة. ولعل أفضل وضعية لنوم الطفل في السنة الأولى من عمره هي النوم على الظهر، وهي تبدو من أفضل الطرق العملية أو النوم على الجنب، حيث تسمح هذه الوضعية للطفل بأن يكون أنفه متجها نحو الأعلى بصورة دائمة مما يمكنه من استنشاق الهواء بيسر وسهولة. ومن ناحية أخرى تجعله يقاوم الحمى إذا ما تعرض لها. ومن المخاطرة تغطية وجه الطفل بالغطاء الذي قد يشكل خطرا على تنفسه. ولا يمكن للطفل الرضيع الذي لم يتجاوز عامه الأول النوم على بطنه إلا في حالة المرض الذي يتطلب هذه النوعية من الوضعية. وهناك فوائد جمة لنوم الطفل في سرير قريب من والديه، تتلخص في المحافظة على توازنه في النوم، وتحقق الهدوء له بعيدا عن الضجيج والاستيقاظ المفاجئ، والمحافظة على نظام تغذيته، حيث تكون الأم على استعداد دائم لتلبية متطلباته. ولكن البعض يرى أن وضع الطفل في غرفة مستقلة ربما يحقق له الراحة النفسية وقد ساعدت التكنولوجيا العصرية على متابعة الطفل ومتابعة نومه واستيقاظه في غرفة أخرى حتى وإن كانت بعيدة. وأكدت التجارب التربوية والأسرية أن الحل الأفضل في نوم الطفل هو جعله ينام في غرفة والديه بعد عمل ستارة أو حاجب يفصله عنهما، وفي نفس الوقت يعطيه شعورا بالأمان والطمأنينة أكثر من أن يكون في غرفة معزولة، ومن محاذير هذه الحالة تعود الطفل على غرفة نوم والديه وصعوبة التخلي عن ذلك في المستقبل، لذا ينصح بوضع الطفل بعد الشهر الثامن في غرفة مستقلة، ونقله إلى غرفة نوم والديه بين كل فترة وأخرى، ليشعر بحنان والديه وعاطفتهما الضرورية له.